218

Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

خپرندوی

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

٦ - الاعتدال في الغَيْرة: وهو أن لا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها، ولا يبالغ في إساءة الظن والتعنت وتجسس البواطن، فقد نهى رسول الله ﷺ أن تتبع عورات النساء. ولما قدم رسول الله ﷺ من سفره قال قبل دخول المدينة: "لا تطرقوا النساء ليلا " فخالفه رجلان فسبقا فرأى كل واحد في منزله ما يكره" (١)، وفي الخبر المشهور: "المرأة كالضلع إن قومته كسرته فدعه تستمتع به على عوج" (٢).
وهذا في تهذيب أخلاقها وقال ﷺ: "إن من الغيرة غيرة يبغضه الله ﷿ وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة" (٣)، لأن ذلك من سوء الظن الذي نهينا عنه، فإن بعض الظن إثم. وقال علي ﵁: لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك. وأما الغيرة في محلها، فلا بد منها وهي محمودة. وقال رسول الله ﷺ: "إن الله تعالى يغار، والمؤمن يغار، وغيرة الله تعالى، أن يأتي الرجل المؤمن ما حرم الله عليه" (٤).
وقال ﷺ: "أتعجبون من غيرة سعد! أنا والله أغير منه، والله أغير مني" (٥).
ولأجل غيرة الله تعالى حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ولذلك بعث المنذرين والمبشرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله؛ ولأجل ذلك وعد الجنة، وكان الحسن البصري يقول: أتدعون نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق قبح الله من لا يغار، والطريق المغني عن الغيرة: أن لا يدخل عليها الرجال، وهي لا تخرج إلى الأسواق (٦).
٧ - المعاشرة بالمعروف: قال الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ

(١) أخرجه: أحمد (٢/ ١٠٤)، والبزار (١٤٨٥)، وصححه الألبا ني في الصحيحة (٣٠٨٥).
(٢) البخاري (٥١٨٦)، ومسلم (١٤٦٨).
(٣) أبوداود (٢٦٥٩)، والنسائي (٥/ ٧٨)، وأحمد (٥/ ٤٤٥، ٤٤٦)، وحسنه الألباني في الإرواء (١٩٩٩).
(٤) البخاري (٥٢٢٣)، ومسلم (٢٧٦١).
(٥) البخاري (٦٤٥٤)، ومسلم (١٤٩٩).
(٦) إحياء علوم الدين (٢/ ٧٥).

1 / 218