229

الموسوعة القرآنية

الموسوعة القرآنية

خپرندوی

مؤسسة سجل العرب

شمېره چاپونه

١٤٠٥ هـ

ژانرونه

فلما اطمأن رسول الله ﷺ، أعدت له زينب بنت الحارث، امرأة سلام بن مشكم، شاة مصلية «١»، وقد سألت: أى عضو من الشاة أحب إلى رسول الله ﷺ؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها السم، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدى رسول الله ﷺ، تناول الذراع، فلاك منها مضغة، فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء ابن معرور، قد أخذ منها كما أخذ رسول الله ﷺ، فأما بشر فأساغها،
وأما رسول الله ﷺ فلفظها، ثم قال: إن هذا العظم ليخبرنى أنه مسموم، ثم دعا بها، فاعترفت، فقال: ما حملك على ذلك؟ قالت:
بلغت من قومى ما لم يخف عليك، فقلت: إن كان ملكا استرحت منه، وإن كان نبيّا فسيخبر، فتجاوز عنها رسول الله ﷺ، ومات بشر من أكلته التى أكل.
فلما فرغ رسول الله ﷺ من خيبر، قذف الله الرعب فى قلوب أهل فدك، حين بلغهم ما أوقع الله تعالى بأهل خيبر، فبعثوا إلى رسول الله ﷺ ويصالحونه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم بخيبر، أو بالطائف، أو بعد ما قدم المدينة، فقبل ذلك منهم، فكانت فدك لرسول الله ﷺ خالصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
وقدم على رسول الله ﷺ يوم فتح خيبر جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه، فقبل رسول الله ﷺ بين عينيه والتزمه وقال:
ما أدرى بأيهما أنا أسر: بفتح خيبر أم يقدوم جعفر؟

(١) مصلية: مشوية.

1 / 230