الموسوعة القرآنية
الموسوعة القرآنية
خپرندوی
مؤسسة سجل العرب
د ایډیشن شمېره
١٤٠٥ هـ
ژانرونه
الله ﷺ لأبى بكر: قل له: وما تبتغى منا؟ فقال ذلك أبو بكر.
قلت: تكتب لى كتابا يكون آية بينى وبينك. قال: اكتب له يا أبا بكر.
ثم ألقاه إلىّ، فأخذته، فجعلته فى كنانتى، ثم رجعت، فسكت فلم أذكر شيئا مما كان، حتى إذا كان فتح مكة على رسول الله ﷺ، وفرغ من حنين والطائف، خرجت ومعى الكتاب لألقاه، فرفعت يدى بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله، هذا كتابك لى، أنا سراقة بن جعشم، فقال رسول الله ﷺ: يوم وفاء وبر، ادنه، فدنوت منه فأسلمت.
ويقول رجال من أصحاب رسول الله ﷺ: لما سمعنا بمخرج رسول الله ﷺ من مكة، كنا نخرج إذا صلينا الصبح، إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله ﷺ، فو الله لا نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال، فإذا لم نجد ظلا دخلنا، وذلك فى أيام حارة، حتى إذا كان اليوم الذى قدم فيه رسول الله ﷺ، جلسنا كما كنا نجلس، حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا، وقدم رسول الله ﷺ حين دخلنا البيوت، فكان أول من رآه رجل من اليهود، فصرخ بأعلى صوته: يا بنى قيلة «١»، هذا جدكم قد جاء. فخرجنا إلى رسول الله ﷺ، وهو فى ظل نخلة، ومعه أبو بكر رضى الله عنه فى مثل سنه، وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله ﷺ قبل ذلك، وركبه الناس- وما يعرفونه من أبى بكر- حتى زال الظل عن رسول الله ﷺ، فقام أبو بكر وأظله بردائه، فعرفناه عند ذلك.
فنزل رسول الله ﷺ على كلثوم بن هدم، أخى بنى عمرو ابن عوف.
(١) قيله: هم الأنصار، وقيلة إخوة كانت لهم.
1 / 101