Encyclopedia of Narrative Tafsir
موسوعة التفسير المأثور
خپرندوی
مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي-دار ابن حزم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٩ - ٢٠١٧
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥]، وإني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: "إن الناس إذا رأوا ظالمًا، فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم اللَّه بعقابٍ منه" (^١).
والخلاصة: أن قلة التفسير المروي في عهد أبي بكر ﵁ يرجع لأمور، من أبرزها:
- قِصَر مدة خلافة أبي بكر ﵁، وانشغاله مع سائر الصحابة بالجهاد وتوطيد دعائم الدولة، وبدء الفتوحات.
- قرب العهد بعصر النبوة وكون الناس لم يزالوا على طبيعتهم وسليقتهم اللغوية، فلم تظهر الأسباب الداعية إلى التوسع في التفسير، كما حصل لاحقًا.
٢ - عهد عمر بن الخطاب ﵁ (١٣ - ٢٣ هـ):
تولى عمر ﵁ الخلافة بعد أن أظل الإسلام ربوع الجزيرة العربية من جديد، وانطلق الصحابة فاتحين البلاد خارج الجزيرة، وما هي إلا سنوات قلائل حتى قضوا على مملكتي فارس، والروم، أعظم دول العالم آنذاك، فاتسعت الدولة الإسلامية، وفتحت الدنيا أمام المسلمين، فواجه عمر عهدًا جديدًا، وحضارات مختلفة، قابلها ﵁ بحكمة وحسن قيادة، وذلك في شتى مناحي الحياة، في الحكم والإدارة والاقتصاد والحرب والبناء، وكذلك التعليم بمختلف علومه وفنونه، بل يمكننا القول: إن عهد عمر بن الخطاب يمثل المرحلة التأسيسية للتعليم المنظم، خصوصًا في التفسير، الذي عني به ﵁ عناية فائقة مع انشغاله الكبير بأمور الدولة، مما أدى إلى تطور التفسير وتعليمه، وتأصيل أصوله وآدابه، يتمثل ذلك في معالم عديدة، لعل من أبرزها ما يلي:
١ - ضبط الكلام في الشريعة عمومًا، ومن ذلك ضبط باب الاجتهاد في التفسير، وقصره على المؤهلين لذلك، فقد كان عمر ﵁ "يسأل ويُسأل عن معاني الآيات الدقيقة" (^٢)، ويطلب المعنى الصحيح والتفسير الراجح، مع الشواهد من لغة العرب، ويشجع على ذلك، وستأتي أمثلة عديدة في المعالم التالية.
(^١) أخرجه أحمد (١)، ١/ ١٧٧، ورواه أبو داود (٤٣٣٨)، والترمذي (٣٠٧٥). (^٢) مجموع الفتاوى ١٦/ ٤١٧.
1 / 202