Encyclopedia of Heart Jurisprudence
موسوعة فقه القلوب
خپرندوی
بيت الأفكار الدولية
ژانرونه
ورِزق الله لعباده نوعان:
الأول: رزق عام، ينتفع به البَرُّ والفاجر، ويشمل الإنسان والحيوان والجان، وهو رزق الأبدان، وقد قسم الله وتكفل برزق كل واحد من هؤلاء كما قال سبحانه: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٦)﴾ [هود: ٦].
فلتطمئن هذه النفوس إلى كفاية من تكفل بأرزاقها، وأحاط علمًا بذواتها وصفاتها وأسرارها، ورزقها يطلبها كأجلها أينما كانت.
الثاني: رزق رزقه الله من يشاء من عباده، على يد أنبيائه ورسله، وهو الإيمان والتوحيد، الذي يرزقه الله من يستحقه ويشكره، والله واسع الفضل، كثير الإحسان، يؤتيه من أتى بأسبابه.
وهو سبحانه العليم بمن يصلح للإحسان فيعطيه، ومن لا يستحقه فيحرمه إياه: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٧٤)﴾ [آل عمران: ٧٣، ٧٤].
وفضل الله عظيم، وفضله لا يصفه الواصفون، ولا يخطر بقلب بشر، بل وصل فضله وإحسانه إلى ما وصل إليه علمه، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا، فعم بفضله وإحسانه وعلمه ورحمته جميع الخلائق.
وخزائن الله ﷿ مملوءة بكل شيء، ويعطي منها جميع الخلائق ولا تنقص إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، بل لو سأله جميع الخلائق فأعطاهم لم ينقص ذلك من ملكه شيئًا.
قال الله ﵎: «يَا عِبَادِي! إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي! إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأنَا أغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي! إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا
1 / 176