150

Encyclopedia of Groups Attributed to Islam - Al-Dorar Al-Sunniya

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية

خپرندوی

موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net

ژانرونه

ولكن ينبغي الانتباه إلى أن بعض علماء السلف قد يطلق تسمية أهل السنة احترازًا عن غيرهم من أهل البدع فتكون السنة عامة والحديث أخص ويظهر الافتراق في أبواب الاعتقاد عند هذا الاستعمال. وعلى هذا فهناك فرق بين مصطلح أهل السنة وأهل الحديث وإن عبر بأحدهما عن الآخر في أبواب الاعتقاد لما بينهما من التقارب في الغالب وإلا فقد يكون المرء من أهل السنة وليس من أهل الحديث من الناحية الصناعية أي ليس بمحدث وقد يكون من أهل الحديث صناعة وليس هو من أهل السنة فقد يكون مبتدعًا (١).
ولاشك في أن هذه التسمية شرف عظيم لرجال العقيدة الصحيحة الحاملين لواء علم الحديث المنتسبين إليه.
٥ – أهل الأثر
أطلقت الأثرية أو أهل الأثر على أهل السنة والجماعة والمراد بهم كل من تمسك بنصوص الكتاب والسنة ويريدون بالأثر ما أثر عن الله تعالى وعن نبيه ﷺ من تلك النصوص.
وواضح أنهم لا يريدون به ما أصبح معروفًا عند بعض العلماء من تقسيماتهم للحديث إلى أقسام ومنها المأثور أو الأثر وهو ما وقف على الصحابي ولم يرفع إلى النبي ﷺ فإن السلف لا ينطبق عليهم هذا الاصطلاح إذ هم من أحرص الناس على التمسك بما صح عن النبي ﷺ ورفع إليه. وإنما يقصدون بالأثر الحديث عمومًا فأهل الأثر أي أهل الحديث الملتزمون بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وما ورد عن السلف من الصحابة ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان من آثارهم الصحيحة لأن رد الآثار الصحيحة إنما هو من سمة أهل البدع المتنطعين في دينهم الذين لا يقبلون إلا ما يوافق أهواءهم مع أنهم يقدمون كلام مشايخهم وآبائهم على ما تفيده النصوص حمية وعصبية.
ولكنهم يستكبرون عن الآثار التي هي أشرف وأرفع من كلام من جاء بعد الصحابة مهما بلغ في العلم والشرف.
٦ - تسميتهم الطائفة المنصورة هذه التسمية للسلف أخذت من قول الرسول ﷺ: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون» (٢) وعن معاوية ﵁ عن النبي ﷺ: «ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيمًا حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله» (٣) وفي بعض الروايات: «لا تزال طائفة من أمتي منصورين ...» (٤) الحديث، وقد فسّر العلماء هذه الطائفة بأنهم كل من تمسك بالكتاب والسنة وعمل الصحابة المجانبين البدع وأهلها وهم أصحاب الحديث الذي يعملون به قولًا وعملًا المجاهدون في سبيل الله تعالى.
وقد أخبر النبي ﷺ أن النصر سيكون حليفهم إلى أن تقوم الساعة وهي بشارة عظيمة مفرحة لأهل الحق والواقع يشهد بذلك فكم من المؤامرات والخطط تبيت لهم قديمًا وحديثًا ولكن الله تعالى بلطفه يخرجهم منها ويجعل لهم منها فرجًا ومخرجًا لأن الله تعالى قد تكفل بحفظ هذا الدين إلى يوم القيامة وهؤلاء هم حفظته بإذن الله تعالى وقد تكفل الله ﷿ بنصرة من ينصر دينه وأن يجعل العاقبة الحسنة له في الدنيا والآخرة. وقد يفهم البعض أن هذا الحديث يدل على أن السلطة والحكم لابد أن يكونا بأيدي العلماء من أهل السنة. وهذا فهم خاطئ إذ لا يلزم من كونهم منصورين إلى قيام الساعة أن يكونوا بشكل حكومات ولا بد فإن الله تعالى ينصرهم بهذا وبغيره بلطفه العظيم كما هو الواقع فأحيانًا يكون الحكم بأيديهم وأحيانًا بأيدي غيرهم ولا يؤثر ذلك في سلوكهم الإيجابي أبدًا.
المصدر:فرق معاصرة لغالب عواجي١/ ٩٦

(١) انظر «وسطية أهل السنة» (١١٨).
(٢) رواه البخاري (٧٣١١)، ومسلم (١٩٢١). من حديث المغيرة بن شعبة ﵁.
(٣) رواه البخاري (٧٣١٢). من حديث معاوية بن أبي سفيان ﵄.
(٤) رواه الترمذي (٢١٩٢)، وابن ماجه (٦)، وأحمد (٣/ ٤٣٦) (١٥٦٣٤). من حديث قرة بن إياس ﵁. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الألباني في «صحيح سنن الترمذي» و«صحيح سنن ابن ماجه»: صحيح.

1 / 149