47

Encyclopedia of Ethics - Al-Kharraz

موسوعة الأخلاق - الخراز

خپرندوی

مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

طرق تحصيل الأخلاق الحسنة تحصيل الأخلاق يكون بطريقين: الطريق الأول: طريقٌ موهوب، وهو عطاء من الله سبحانه، وهذا الخُلق الحسن ليس لنا سبب إليه إلا الهبة من الله سبحانه كما زكى الله سبحانه عيسى ﵇: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (١٩)﴾ [مريم: ١٩]، وهذا يسمى الطبع الذي جُبِلَ الإنسان على التحلي به. الطريق الثاني: طريقٌ مكسوب، وهو من فعل الإنسان حسنه وقبيحه، وهذا يعرف أيضًا بالتطبع. والدليل على أن الأخلاق تنقسم إلى هذين القسمين حديث أشجَّ عبد القيس (١) قال: قال النبي ﷺ: "إن فِيكَ لخلقينِ يُحِبُّهُمَا اللهُ" قُلتُ: وما هما يا رسول الله؟ قال: "الحِلمُ وَالحَيَاءُ". قلت: قَديمًا كان أو حَديثًا؟ قال: "قديِمًا". قُلتُ: الحَمدُ للهِ الذي جَبَلَنِي على خُلقينِ أحبهما الله" (٢).

(١) هو: المنذرُ بن عَائِذ بن المنذر بن الحارث العبديَ العَصْريَ، المعروف بالأشج، أشج عبد القيس. سيد قومه، وفد على النبي ﷺ فقال له الحديث، ولما أسلم رجع إلى البحرين مع قومه، ثم نزل البصرة بعد ذلك. ينظر ترجمته "طبقات ابن سعد" (٥/ ٥٥٧)، و"تهذيب التهذيب"، (١٠/ ٢٦٧)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" (٣/ ٨ و٥/ ٢٠٣)، و"أسد الغابة" (٥/ ٢٦٧). (٢) صحيح. أخرجه أحمد، والبخاري في "الأدب المفرد" (٥٨٤)، وأبو يعلى (١٢/ ٢٤٢).

1 / 47