1431

Encyclopedia of Arab Tribes

موسوعة القبائل العربية

خپرندوی

دار الفكر العربي

شمېره چاپونه

الثالثة

د چاپ کال

١٤٢١ - ١٤٣١ هـ

ژانرونه

الحجَّاج بن علاط السُّلَمي ومكره بقريش
قال ابن إسحاق: لما فُتحت خيبر وأنزل الله هزيمته على من بها من اليهود كلَّم النبي ﷺ الصحابي "الحجاج بن علاط البهزي ثم السُّلَمي" فقال: يا رسول الله إن لي بمكة مالًا عند صاحبتي (زوجته) أم شيبة بنت أبي طلحة القرشية وكانت عنده وله منها ولد اسمه معرض بن الحجاج، وقال: لي مال متفرق في تجار أهل مكة فأذن لي يا نبي الله، ثم قال: إنه لا بد لي يا رسول الله من أن أقول. قال النبي ﷺ: قل.
قال الحجاج: فخرجت حتى إذا قدمت مكة وجدت بثنية البيضاء رجالًا من قريش يتسمعون الأخبار ويسألون عن أمر رسول الله ﷺ، وقد بلغهم أنه سار إلى خيبر وقد عرفوا أنها قرية الحجار ريفًا ومنعة ورجالًا، فهم يتحسسون الأخبار ويسألون الركبان فلما رأوني قالوا: الحجاج بن عَلَاط، قال: ولم يكونوا علموا بإسلامي - عنده والله الخبر - أخبرنا يا أبا محمد فإنه قد بلغنا أن القاطع (^١) قد سار إلى خيبر وهي بلد يهود وريف الحجاز. قال: قلت: بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسركم قال فالتبطوا (^٢) بجنبيَّ ناقتي يقول بعضهم: إيه يا حجاج، قال: قلت: هُزم هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط، وقُتل أصحابه قتلًا لم تسمعوا بمثله قط، وأُسِرَ محمد أَسْرًا، وقالوا (أي اليهود): لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه بين أظهرهم بمن كان أصاب من رجالهم. قال: فقاموا وصاحوا بمكة وقالوا: قد جاءكم الخبر وهذا محمد إنما تنتظرون أن يقدم به عليكم فيُقتل بين أظهركم، قال: قلت: أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي فإني أريد أن أقدم خيبر، فأصيب من فِلْ (^٣) محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى هناك. قال ابن هشام: من فيء محمد.
قال ابن إسحاق: قال الحجاج: فقاموا فجمعوا لي مالي كأحث أو أسرع جمع سمعت به، ثم جئت صاحبتي فقلت لها: مالي وقد كان لي عندها مال

(^١) قلت: قول المشركين من قريش حينئذ للحجاج السُّلَمي: القاطع سار إلى خيبر لما أنهم يسمون النبي ﷺ الأبتر - لا ولد له، وقد أنصفه الله وعوضه بنهر الكوثر في الجنة وقال ﷾: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾ [الكوثر] صدق الله العظيم.
(^٢) التبطوا: ساروا ملازمين ناقتي.
(^٣) الفِلْ: المنهزم وما وراءه من غنيمة.

2 / 549