333

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

خپرندوی

المكتبة العلمية بيروت

د خپرونکي ځای

لبنان

ژانرونه

إني إن كلمتك فلعمري ما كلامي إلا مثل كلام صاحبي قبل، فهل عندك جواب غير الذي أجبته به؟ فقال علي: نعم لك ولصاحبك جواب غير الذي أجبته به.
٢٢٦- خطبة علي بن أبي طالب:
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"أما بعد فإن الله جل ثناؤه بعث محمدًا ﷺ بالحق، فأنقذ به من الضلالة، وانتاش١ به من الهلكة، وجمع به من الفرقة، ثم قبضه الله إليه وقد أدى ما عليه، ﷺ، ثم استخلف الناس أبا بكر ﵁، واستخلف أبو بكر عمر ﵁، فأحسنا السيرة، وعدلا في الأمة، وقد وجدنا٢ عليهما أن توليا علينا، ونحن آل رسول الله ﷺ، فغفرنا ذلك لهما، وولي عثمان ﵁ فعمل بأشياء عابها الناس عليه، فساروا إليه فقتلوه، ثم أتاني الناس وأنا معتزل أمورهم، فقالوا لي: بايع، فأبيت عليهم، فقالوا لي: بايع، فإن الأمة لا ترضى إلا بك، وإنا نخاف إن لم تفعل أن تفترق الناس، فبايعتهم، فلم يرعني إلا شقاق رجلين قد بايعاني٣، وخلاف معاوية الذي لم يجعل الله ﷿ له سابقة في الدين، ولا سلف صدق في الإسلام، طليق٤ بن طليق، حزب٥ من هذه الأحزاب، لم يزل الله ﷿، ولرسوله ﷺ، وللمسلمين عدوًّا، هو وأبوه، حتى دخلا في الإسلام كارهين،

١ انتشل وأخرج.
٢ وجد عليه: غضب.
٣ يعني طلحة والزبير وما كان منهما من الخلاف عليه، وانضمامهما إلى السيدة عائشة.
٤ الطلقاء: هم الذين عفا عنهم النبي ﵊ بعد فتح مكة، فقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
٥ حزب بدل من طليق الثاني: أي ابن حزب من هذه الأحزاب التي تألبت وتظاهرت على حربه ﷺ من قريش، وغطفان، وبني مرة، وبني أشجع، وبني سليم، وبني أسد "في غزوة الأحزاب، وهي غزوة الخندق سنة ٥هـ" وكانت عدة الجميع عشرة آلاف مقاتل، وقائدهم العام أبو سفيان.

1 / 336