203

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

خپرندوی

المكتبة العلمية بيروت

د خپرونکي ځای

لبنان

ژانرونه

وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلًا؛ وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفًا. إن الله ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم، وتجاوز عن سيئاتهم؛ فإذا ذكرتهم قلت إني أخاف ألا أكون من هؤلاء، وذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ولم يذكر حسناتهم، فإذا ذكرتهم قلت إني لأرجو ألا أكون من هؤلاء، وذكر آية الرحمة مع آية العذاب ليكون العبد راغبًا راهبًا، ولا يتمنى على الله غير الحق، ولا يلقي بيده إلى التهلكة؛ فإذا حفظت وصيتي فلا يكن غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك، وإن ضيعت فلا يكن غائب أبغض إليك من الموت ولست بمعجز الله". "البيان والتبيين ٢: ٢٢، والكامل لابن الأثير٢: ٢٠٨، والعقد الفريد: ٢٩٨".
٧٢- كلامه لعبد الرحمن بن عوف في علته التي مات فيها: وقال عبد الرحمن بن عوف: "دخلت يومًا على أبي بكر الصديق ﵁، في علته التي مات فيها؛ فقلت له: أراك بارئًا يا خليفة رسول الله ﷺ، فقال: أما إني على ذلك لشديد الوجع، ولما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشد علي من وجعي، إني وليت أموركم خيركم في نفسي؛ فكلكم ورم أنفه أن يكون له الأمر من دونه، والله لتتخذن نضائد١ الديباج وستور الحرير، ولتألمن النوم على الصوف الأذربي٢، كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان٣، والذي نفسي بيده؛ لأن يقدم أحدكم فتضرب

١ جمع نضيدة، وهي الوسادة وما ينضد من المتاع. ٢ نسبة إلى أذربيجان. ٣ نبت كثير الحسك تأكله الإبل فتسمن عليه ويغذوها غذاء لا يوجد في غيره، وفي المثل: مرعى ولا كالسعدان.

1 / 206