Em‘ān al-Naẓar fī Mashrū‘iyyat al-Bughd wa al-Hajr
إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر
خپرندوی
دار التوحيد
ژانرونه
أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلاَ يُغَيِّرُوا إِلاَّ أَصَابَهُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتُوا)، فالهجر إنكارٌ وإشعار.
قال ابن الجوزي: (وحُدِّثْتُ عن أبي بكر الخلال عن المروذي عن محمد بن سهل البخاري، قال: كنا عند الفِرْيابي فجعل يذكر أهل البدع فقال له رجل: لو حدَّثتنا كان أعجب إلينا؛ فغضب وقال: «كلامي في أهل البدع أحب إلَيَّ من عبادة ستين سنة») انتهى (١).
وقال ابنُ عبد البَرِّ ﵀: (وَرُبَّ صَرْمٍ جَمِيلٍ خير مِن مُخَالطة مُؤْذِيَة) (٢).
وكان عمَّار بن يَاسِر ﵁ يقول: (مُصَارمة جميلة أحبّ إلَيَّ من مودَّة على دَغَل) (٣).
فالهجْرُ مع أنه دليل بغض ونُفرة فهو نصح للمهجور لِيُشْعِر بحاله بخلاف المداهنة فإنها غِش.
جاء ابْنٌ لِسليمان بنِ عبد الْمَلِكِ بن مروان فجلس إِلَى جَنْبِ طَاووس اليمَانِي فلَم يلتفت إليه، فقيل له: جَلَسَ إليك ابنُ أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه!؛ فقال: (أرَدْتُّ أنْ يَعلم أنَّ لِلَّهِ عِبَادًا
(١) «تلبيس إبليس»، ص (٢٤).
(٢) أنظر: «الاستذكار» (٨/ ٢٩٠)، و«التمهيد» (٦/ ١٢٧)، وكلاهما لابن عبد البر؛ ومعنى (صرْم) أيْ: هَجْر.
(٣) «فيض القدير» للمناوي، (١/ ٥٣١)؛ ومعنى (دغَل) أيْ: خِدَاع وَغِش.
1 / 38