99

Eclarification of the Truth in the Biography of Aisha al-Siddiqah

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

خپرندوی

مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢هـ - ٢٠١١م

د خپرونکي ځای

الظهران

ژانرونه

ثانيًا: أنَّ مَن نقَلَ هذه الحادثة هو عَائِشَة ﵂ فكيف تنقل قتْلَها لنبيِّها، وزوجها، وحبيبها ﷺ؟! ثالثًا: السُّم الذي وضعتْه اليهوديَّة في الطعام الذي قُدِّم للنبي ﷺ كُشِفَ أمرُه من الله تعالى وأخبرتِ الشاة النَّبِيّ ﷺ أنّها مسمومة، فلماذا لم يحصل معه ﷺ الأمر نفسه في السُّمِّ الذي وضعته عَائِشَة في فمه؟! رابعًا: لم يُعطَ الدواءُ للنبي ﷺ من غير عِلّة، بل أُعطِيَه مِن مَرضٍ ألَم به. خامسًا: لم يُعطَ النَّبِيّ ﷺ الدواء إلاَّ بعد أن تشاورَ نساؤه ﵅ في ذلك الإعطاء. سادسًا: لا ننكر أن يكون النَّبِيّ ﷺ مات بأثَر السُّم! لكن أيُّ سُمٍّ هذا؟ إنَّه السُّم الذي وضعتْه اليهوديَّة للنبيِّ ﷺ في طعام دَعَتْه لأكْله عندها، وقد لفَظَ ﷺ اللُّقمة؛ لإخبار الله تعالى بوجود السُّم في الطعام، فأخبرَ النَّبِيّ ﷺ في آخر أيامه أنّه يجد أثرَ تلك اللُّقمة على بَدَنه، ومِن هنا قال مَن قال من سلف هذه الأُمة: إنَّ الله تعالى جمع له بين النبوَّة والشهادة. سابعًا: من الواضح في الرواية أنَّ نساء النَّبِيّ ﷺ لم يفْهَمنَ مِن نَهْي النَّبِيّ ﷺ بعدم لَدِّه أنَّه نهْي شرعي، بل فهِموا أنَّه من كراهية المريض للدواء، وفَهْمُهم هذا ليس بمستنكرٍ في الظاهر، وقد صرَّحوا بأنهم وإن لم يكنْ لهم عذرٌ عند النَّبِيّ، ﷺ؛ لأنَّ الأصْلَ هو الاستجابة لأمرِه، ﷺ قد أخطؤوا في تشخيص دَائه ﷺ لذا فقد ناوَلوه دواءً لا يُناسب عِلَّته. قال ابن حجر ﵀: "وإنَّما أنْكَرَ التداوي؛ لأنه كان غير ملائم لدائه؛ لأنهم ظنّوا أنَّ به "ذات الْجَنْب"، فداووه بما يلائمها، ولم يكنْ به ذلك؛ كما هو ظاهر في

1 / 121