في العصر الإلكتروني، يصبح المثل الرومانسي الأعلى للإبداع الأصلي، أمرا مفارقا، ويصير مفهوم «الأصالة» وهما عبثيا في عصر «وسائط الاتصال» وقابليتها اللانهائية للتولد والتعدد.
ياوس
في أطروحته الناقدة «ما بعد الحداثة، أو المنطق الثقافي للرأسمالية المتأخرة» 1984م يرى جيمسون
27
أننا ومنذ مطلع الستينيات قد دخلنا حقبة جديدة بحيث أصبح إنتاج الثقافة مندمجا في الإنتاج السلعي عموما؛ «فالسعي المحموم لإنتاج موجات متجددة من سلع تبدو دائما مبهرة (من الثياب إلى الطائرات)، وبأذواق تبدو دائما عصرية، هو الآن، وعلى نحو متزايد، الوظيفة البنيوية الأساسية للإبداع والتجريب الجماليين.» هذا التحول يستدعي - فيما يرى جيمسون - تغييرا محددا في عادات وموقف المستهلك، ودورا جديدا في التعريفات والتحديدات الجمالية. وقبل أن نعرض لانعكاسات هذه التطورات التي لحقت بمفهوم الفن على الفنون المختلفة، سنحاول أن نحدد بعض السمات العامة التي تشترك فيها فنون ما بعد الحداثة: (1) «إزالة الحدود بين الثقافة النخبوية والثقافة الجماهيرية»: فإذا كان الفن قديما حكرا على طبقة بعينها، فإن الفن في الحقبة ما بعد الحداثية متاح للجميع؛ فالسطحي والعميق، في نظر ما بعد الحداثي، كلمتان يستعملهما النخبويون، لا كحكم جمالي، إنما للتمييز الطبقي. لذا ترفض ما بعد الحداثة تراتبية الأذواق والثقافات. من هنا يرى روشنبرج أن عالم الفن الشعبي هو «عالم الفن المتسع»،
28
في حين يرى دانيال بل
Daniel Bell
أن انحلال سلطة الثقافة العليا في الذوق الثقافي منذ الستينيات واستبدالها بفن البوب
، وثقافة البوب، والأسلوب العرضي، والذوق العامي، لا يمكن النظر إليه إلا بوصفه رمزا للمتع الغبية في الاستهلاك الرأسمالي.
ناپیژندل شوی مخ