9 - تستهدف الاعتراف باللحظة الانتقالية كماض أصيل لحاضر سيأتي؛ لذا يأخذ بودلير على فناني عصره حنينهم الدائم للماضي دون الالتفات لما هو راهن «إننا إذا ألقينا نظرة سريعة على ما نشاهده في معارضنا من لوحات حديثة، فإن ما سوف يصدمنا هو نزعة الفنانين العامة إلى إلباس جميع الشخوص ثيابا قديمة.»
10
كانت المواجهة بين الخالد والعابر
11
حاضرة في كل النقاشات التي تدور حول الموقف من الحداثة. وتبدو حالة بودلير هنا نابعة من موقف يسعى للدفاع أكثر عن استقلالية الجمالي وعدم تبعيته، وهو موقف نابع في الأساس من كانط. التبعية التي نعنيها هنا، كانت نابعة من داخل تلك النزعات التي كانت حاضرة بقوة على الساحة الفنية في القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن ال 19، أهمها النزعة الرومانسية، التي رأت في العودة إلى الماضي أو تمثيل الطبيعة موضوعات شائقة للأعمال الفنية. كما كانت نابعة أيضا من اتجاهات ترى أن للفن وظيفة تتجاوز إنتاج الجمالي، وقد ذهب ماثيو أرنولد
Matthew Arnold (1822-1888م) إلى «أن الفن في العصر الحديث يمكن أن يشغل المكانة التي كان الدين يشغلها في العصور الوسطى؛ لذا فهو منوط به وظيفة توفير رؤية كلية للحياة الإنسانية، توضح موقف الإنسان في الحياة، وترسم له صورة ذاتية، وتضفي الطابع النظامي على العالم والتجربة الإنسانية.»
12
ومن نفس المنطلق يقول تي إس إليوت
T. S. Eliot (1888-1965م): «كان الناقد يتعامل مع الأدب دائما على أنه وسيلة لاستخلاص الحقيقة أو اكتساب المعرفة، وإذا ما كان الناقد يتمتع بعقلية فلسفية أو دينية، فسوف يبحث عن تلك اللمحات الفلسفية أو الدينية في أعمال الكاتب الذي ينتقده.»
13
ناپیژندل شوی مخ