Orwell - أصبح الآن يتم الحديث عنها على أساس هذا التعدد الحضوري لها في كل خطاب «فهناك دائما تعدد في المعنى، تركيز وتكثيف وتركيب من التتابعات اللغوية وأشكال التواجد المشترك، التي تجعل من التفسير والتأويل فنا ممكنا.»
32 (2) ضد العقلانية والحقيقة الموضوعية
هي قيمة بارزة أيضا من القيم النظرية لاتجاهات ما بعد الحداثة؛ إذ دائما ما توصف بأنها «نزعات معادية للعقل»
hostile à la raison . وهذه القيمة تعود إلى نيتشه في الأساس. فالواقع أن الكثير من الطرق الرئيسة والفرعية لاتجاهات ما بعد الحداثة تعود إلى نيتشه؛ لذا ينبغي أن نتوقف عند نقد نيتشه للعقل، ثم نوضح كيف تم توظيف ذلك النقد في تيار ما بعد الحداثة.
لقد رأى نيتشه أن صنم الفلاسفة الأكبر هو العقل: لقد آمنوا بقدرته على اكتشاف الحقيقة والوجود، وجعلوا منه حاكما مطلقا، وجعلوا من قوانينه قوانين الوجود، ثم نزعوه من الحياة، وجعلوه في منزلة أعلى من الوجود. وبدءوا يخلعون عليه صفات القداسة والسيادة، وتحول من كونه أداة للحرية إلى أداة للقمع والقهر.
وقد نظر نيتشه إلى المنطق وقوانين الفكر، على أنها مجرد أوهام ضرورية للحياة، وأدوات للتملك والسيطرة. فهي ضرورية للعقل كي يقوم بالتفكير، لكنه ما يلبث أن يفرضها على العالم والوجود، ثم يدعي أنها مستمدة منه ونابعة من داخله، في حين أنها أوهام من خلق العقل ولا تمت للواقع بصلة. فأشياء العالم الخارجي لا تسير وفق قوانين محددة، إنما هي في صيرورة دائمة وتدفق مستمر، ومن المستحيل وجود قانون يحدها أو يستوعبها، إنما القوانين مجرد أداة وحيلة اخترعها العقل فقط كي يقوم بعملية الإدراك. وبالتالي فإن «عدم معقولية شيء من الأشياء ليست حجة ضد وجوده، بل بالأحرى إنها شرط لوجود هذا الشيء»؛ لأن الوجود المليء بالصيرورات يتناقض مع العقل ويتنافى مع المعرفة العقلية؛ «إن الذي يمكن تصوره عقليا، لا بد أن يكون وهما لا حقيقة له.»
33
يستبدل نيتشه في فلسفته «إرادة القوة»
Der Wille zur Macht
ب «إرادة المعرفة»
ناپیژندل شوی مخ