لا تعيش الأعمال الفنية منعزلة عن بعضها البعض، بل لها عالمها الافتراضي الذي تتقاطع بداخله وتتداخل في علاقات منتجة. إن عالم الفن هو عالم التكرار والاختلاف، وميدان للعود الأبدي، عودة المختلف. فالحبكات التي يتحرك فيها الفن هي في النهاية محدودة، وكذا موضوعاته، لكن حركة التقاطعات التي تحدث بين الأعمال الفنية هي التي تنتج أعمالا لا نهائية. (5)
لقد تم استثمار النتائج السابقة في صياغة نظرية أكثر تطورا على يد أمبرطو إيكو في نظريته عن العلامات وتطبيقاته على فني الأدب والتصوير، ومن بعده مدرسة كونستانس
Konstanz
على يد رائديها هانز روبير ياوس
H. Robert Jauss (1921-1997م)، وفولفجانج إيزر
W. Izer (1926-2007م)، اللذين قاما بالتقريب بين الفينومينولوجيا، وخاصة فينومينولوجيا رومان إنجاردن
R. Ingarden (1893-1970م)، ونظرية القراءة، ليكون نتاج ذلك ما أطلقوا عليه جماليات التلقي. وقد فتحت جماليات التلقي أفقا جديدة في الممارسة الفنية النقدية، بحيث حاولت أن تتخفف من مركزية النص وسلطته التي رسخها بارت، ومن بعده التفكيكيون، لتؤكد على أن عملية القراءة تسير في اتجاهين متبادلين من النص إلى القارئ، ومن القارئ إلى النص في إطار علاقة تفاعلية. (1-9) موت المؤلف ... هل ثمة ضرورة؟!
تعرضت أفكار بارت لانتقادات عديدة؛ فالبعض رأى
72
أنها استبدلت سلطة النص بسلطة المؤلف، استبدال مركز بمركز آخر. وقد دفعه هذا الاحتفاء إلى نوع من التقديس الميتافيزيقي للنص «ليس وراء النص فاعل أو مسند إليه (كاتب) وليس أمام النص مفعول به (قارئ)؛ لا فاعل ولا مفعول به، النص يجعل المواقع النحوية غير ذات صلاحية ...»
ناپیژندل شوی مخ