G. Lukacs (1885-1971م)، على سبيل المثال، أن الأدب انعكاس للحياة أو الواقع في السياق الاجتماعي والتاريخي،
21
وفي إطار هذا التصور يقول طه حسين: «فلا يكون الأدب أدبا حتى يصور حياة الناس، وليس في الأرض أدب إلا وهو يصور حياة أصحابه (مؤلفيه)، فكل أدب في أي أمة لا بد أن يصور واقعها وشعورها وذوقها وثقافتها وأنماط تفكيرها، وهو في النهاية انعكاس صور الحياة في نفوسها.»
22
أما أوغسطين سانت بوف
A. S. Beuve (1804-1869م) فقد ذهب إلى أن «الهدف الرئيس للنقد الفني هو أن تكشف عن الإنسان وراء العمل. والمعيار الأساسي لتقييم العمل هو الدقة والصدق اللذان يحول بهما الكاتب حياته الشخصية - إلى شكل أدبي.»
23
وتفاعلا مع هذا المسعى البيوجرافي - وتقاطعا مع قطب المرجع أو السياق - تنظر هذه الدراسات النقدية إلى النص الأدبي بما هو «مرآة» تعكس السياق التاريخي العام، أو السياق اللاشعوري الخاص الذي أفرزه، بحيث تحتشد في الدراسات النقدية إفادات متنوعة عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والنفسية، يستحيل معها النص إلى مجرد وثيقة، والناقد إلى مؤرخ وعالم اجتماع وعالم نفس ... إلخ.
أما التحليل النفسي كما يتصوره سيجموند فرويد
S. Freud (1856-1939م)، فإنه يهدف إلى تحليل الظاهرة الأدبية من خلال علاقتها بالعقد النفسية للمؤلف؛ حيث «إن صورة الأدب التي يمكن أن نجدها في الثقافة المتداولة تتمركز أساسا، حول المؤلف وشخصه وتاريخه وأذواقه وأهوائه، وما زال النقد يردد، في معظم الأحوال، أن أعمال بودلير، وليدة فشل بودلير الواقعي، وأن أعمال فان جوغ وليدة جنونه، وأعمال تشايكوفسكي وليدة نقائصه، وهكذا يبحث عن تفسير للعمل من جهة من أنتجه، كما لو أن وراء ما يرمز إليه النص، صوت شخص وحيد هو المؤلف الذي يبوح ب «أسراره» من وحي لا شعوره.»
ناپیژندل شوی مخ