125

دروب ما بعد الحداثه

دروب ما بعد الحداثة

ژانرونه

J. Lacan (1901-1981م)؟! (الفلسفة، النقد الأدبي، علم الاجتماع، علم النفس، النقد الثقافي ... إلخ.) هي مسألة محيرة، لكنها في الوقت ذاته مؤشر مهم يدل على أن الحدود الفاصلة بين الحقول المعرفية المختلفة قد تلاشت، وأصبح المجال أكثر اتساعا للدراسات البينية التي تقع على التخوم بين مختلف المجالات المعرفية.

1

يقدم بارت نموذجا لطبيعة الفكر وصورة المفكر في تلك الفترة «إذ يبرز من خلال كتاباته كاتبا متميزا، فلا هو بالناقد ولا هو بالفيلسوف ولا هو بالشاعر أو الفنان أو الروائي، ولكنه كل هؤلاء مجتمعين. وبذلك يتجاوز بارت الأكاديمية الجامعية آخذا كل مكتسباتها ونظرياتها، ويدخل عالم الإبداع محملا بفكر نظري ثاقب، فيجمع بين تلك المهارات ليكسر الحواجز بين الكلمة الشاعرة والكلمة العلمية، ويكون بذلك أبرز مثال حضاري على ثقافة الغرب الفلسفية والأدبية.»

2

لقد سئل بارت في أحد الحوارات التي أجريت معه سؤالا يكشف هذا المعنى؛ إذ سأله محاوره: «لقد لاحظت أن كتبك في المكتبات ليست معروضة في مكان واحد بل هي تتوزع في أماكن عديدة؛ اللغويات، الفلسفة، علم الاجتماع، الأدب ... إلخ. هل يعود هذا التصنيف الملتبس إلى طريقتك في مقاربة الموضوعات؟» فرد قائلا: «نعم. لقد كان سارتر ذاته آلة ناسخة عظيمة. كان فيلسوفا، وكاتب مقالة، ومسرحيا، وناقدا ... لقد بدأت مكانة الكاتب عند تلك اللحظة تصبح أكثر مرونة ... هناك بعض الدعاوى المنتشرة تلك الأيام إلى شطب أنواع الكتابة التقليدية التي يمكن تصنيفها في اتجاه واحد.»

3

لم تكن أطروحة موت المؤلف، التي صاغها بارت في مقال له يحمل العنوان ذاته، سوى انعكاس لمناخ عام شاع فيه فكرة النهايات، وهي الفكرة التي ظهرت بوادرها في القرن التاسع عشر، وانتشرت بقوة في القرن العشرين، لتصبح تيمة حاضرة باستمرار في فلسفات النصف الثاني من هذا القرن. وقد عكس هذا الانتشار للفكرة شعورا عاما لدى الغرب آنذاك بفقدان الثقة في المقولات التي تأسس عليها المشروع الحداثي الغربي، فجاءت فكرة النهايات لتعلن موت تلك المقولات وضرورة استبدالها بمقولات بديلة تصلح لطبيعة تلك المرحلة. ربما بدأت فكرة النهايات في الظهور بعد وفاة هيجل من خلال تلاميذه؛ فقد قال إريك فيل

Eric Weil

إن «هيجل»

Hegel

ناپیژندل شوی مخ