ثمة إجماع من معظم منظري ما بعد الحداثة على المعارضة الحاسمة لفكرة امتلاك العمل الفني لنوع من الوحدة العضوية أو الشكل المتماسك الذي «يحميه من الرياح العاتية للتغير الثقافي والاجتماعي والتاريخي» بتعبير هارفي، ويشير ذلك إلى تحول واضح من التركيز الماركسي الأكثر تقليدية على «السياق الأصلي للإنتاج» إلى الاهتمام «بمختلف السياقات الخاصة بالاستقبال».
111
لقد ذهب بارت ومن بعده دولوز ودريدا إلى أن اللغة الواحدة في حالة تدفق دائم، ولا يوجد ما نسميه المعنى في النص ... لا توجد أية سلطة نهائية تقرر معنى النص، كما لا يوجد معنى نهائي مقترن بالعلامة. فالعلامات تتغير دوما حسب السياق. من هذا المنطلق يرى دولوز أن التركيب بين المتضادات، والأشياء التي على غير ذات صلة، هو وظيفة الفن في كل العصور. كما يرى دريدا أن الكولاج/المونتاج هو الشكل الأساس في الخطاب الفني ما بعد الحداثي. والتنافر الداخلي داخل العمل الفني (سواء أكان رسما أم نصا أم معمارا ) هو الذي يمنحنا، نحن متلقي العمل، الحافز لإنتاج دلالة (ليست أحادية أو مستقرة).
112
فالعمل الفني يخلق التعددية ... تعددية المعنى والدلالات ... عودة المعنى كاختلاف وليس كتطابق، ولذلك لا يمكن إخضاعه لتفسير أو تأويل إنما فقط كل ما نملكه أمام العمل الفني هو تفجيره ... وهذا ما يضمن خلوده لأنه لا يفرض معنى وحيدا على أناس مختلفين وإنما لكونه يوحي بمعان مختلفة لإنسان وحيد. إن العمل الفني - وبالأخص النص - يقرأ في تعدده وفي تناميه، في اختراقه، وفي فاعليته ... باختصار، كما يقول دولوز، يمكن أن نستعيد عبارة كافكا «ليس عندي ما هو جاهز.»
113
أو كما يقول إيتالو كالفينو: «أتفق معكم على أن كتبي قد تفسر من وجهات نظر مختلفة، قد تفسر في ضوء الوجودية، أو البنيوية، أو المفاهيم الماركسية، أو الكانطية الجديدة أو الفرويدية أو مذهب يونج، بالرغم من كل هذا؛ يسرني عدم وجود مفتاح واحد لفتح جميع أقفال قصصي وحل رموزها.»
114
في العام 1968م أصدر رولان بارت مقالته الأشهر «موت المؤلف»
La mort de l’auteur
ناپیژندل شوی مخ