دروب ما بعد الحداثه

بدرالدین مصطفی d. 1450 AH
118

دروب ما بعد الحداثه

دروب ما بعد الحداثة

ژانرونه

pastiche

الموسيقي يرفضون تقسيم الموسيقى إلى جادة وهزلية، أو راقية وشعبية، وهم يتبنون اتجاها رافضا لأن تعبر الموسيقى عن نزعة جادة للحياة. وهو ما نجد جذورا له فن موسيقى التمرد

punk

في السبعينيات.

108 •••

في ظل هذا الوضع الملتبس للفنون في المرحلة ما بعد الحداثية. هل يمكن الحديث عن علم للجمال؟ أو نظرية للفن؟ أو حتى ما هو معياري؟

إن بعض النقاد، من أمثال فريدريك جيمسون وتيري إيجلتون وديفيد هارفي، يرون أن هناك صعوبات عديدة أمام إمكانية تأسيس نظرية جمالية تواكب التطورات التي لحقت بمفهوم «الفن»: خلخلة مفهوم الإبداع والتجربة الجمالية مع تفشي القيم الاستهلاكية والتطور التقني، وتكنولوجيا الواقع الافتراضي وتغليب عناصر الشكل على المضمون (عناصر الإبهار في الصورة)، بالإضافة إلى محاولة تقديم عمل فني يفهمه الجميع، ويخلو من الرمز حتى يحقق الانتشار المطلوب، مع الوضع في الاعتبار مفهوم «موت المؤلف» وآثاره على النظرية الجمالية، والاحتفاء بالنص، وفقدانه لخصوصيته من خلال مفهوم «التناص». كل هذه التغيرات سيصطدم بها أي منظر للفن يحاول الحديث عن تجربة جمالية للمبدع أو للمتلقي. ويرى جيمسون أن نهاية الحداثة تعني بالتالي نهاية الجمالي نفسه أو علم الجمال بصفة عامة؛ إذ هو يرهن وجود علم للجمال باستقلال وذاتية العمل الفني، لكن أن يصبح العمل الفني مزيجا أو امتزاجا لأعمال أخرى، فإن العمل الفني نفسه سينحل إلى صور متعددة، صور ثقافية مختلفة عن التصور التقليدي لمفهوم الفن، ويستنتج جيمسون من ذلك أن «انجذاب علم الجمال المعاصر للفن الزائف واليومي، مناورة أيديولوجية وليس موردا للإبداع.»

109

على الرغم من وجاهة رأي جيمسون السابق، إلا أننا لا نعدم وجود تأملات بالفعل حول مفهومي الفن والجمال، حقا أن هذه التأملات قد اختفت منها بعض المباحث التقليدية التي كانت موضوعا حاضرا في أي نقاش استطيقي، كخبرتي الإبداع والتلقي، إلا أنه في النهاية لا يوجد نموذج ثابت لا يتغير؛ فكل فكر وكل عصر يستدعي نموذجه الملائم وفقا لطبيعته الخاصة. بالإضافة إلى أنه لا يمكن القول، بإطلاق، إن اتجاه ما بعد الحداثة يرفض «كل ما هو معياري»، فقط هم رفضوا القواعد الجاهزة المعدة سلفا، والتي هي، في رأيهم، تقولب العمل الفني، وتلغي تعدديته، وفي هذا يقول رزبرج: «إن الفنان أو الكاتب ما بعد الحداثي يلعب دور الفيلسوف؛ فالعمل الذي ينتجه أو النص الذي يكتبه ليس محكوما بعدد من القواعد أو المقاييس التي وضعت بصورة مسبقة، ومن ثم لا يمكن الحكم على هذه الأعمال وفقا لتصور مسبق من خلال تطبيق صيغ أليفة أو جاهزة على النص أو العمل.»

110

ناپیژندل شوی مخ