ويبدو التشابه بين مبادئ روب جرييه وما يطرحه بارت في مقالة «موت المؤلف» واضحا. فبارت مثل روب جرييه، يرى أن الناقد عليه أن يتخذ «أبعاد» النص والكتابة دون محاولة منه للنفاذ فيما تحت السطح. فالكتابة كما يراها بارت - على نحو ما سنرى - تسمح «لكل شيء أن ينحل، لا أن تحل شفرته وتفك رموزه»؛ فهو «فضاء يجب أن يحجب، لا أن يخترق أو يثقب». لذا فليس من المدهش إذا أن يعجب دولوز وبارت بأعمال روب جرييه الروائية فينظرا إليها بوصفها «معكوس» الكتابة الشعرية تماما، فهي «لا تحاول النفاذ للأشياء، بل تبقى على سطح الأشياء تتأملها بحيادية.»
105
وهذا في نظرهم مكمن قوة في النص لا ضعف. ومن نفس منطلق روب جرييه يقول كيدج: «أعمل الآن أيضا في عمل جديد أسميه بوروبيرا، وهو عبارة عن أوبرا بدون نص أوبرالي، أو حبكة مزيج من العناصر المسرحية كلها، ليس بينها اتصال متعمد، وأعتقد أن ما سيحدث في عملية توالي هذه العناصر وتلقائيتها يمكن أن يكون مدهشا وغير مألوف.»
106
والواقع أن تصنيفات من قبيل الأنواع شبه الأدبية
para littérature ، والآداب الهامشية
litteratures périphériques ، والأدب الجماهيري
littérature de masse ، والأدب سريع الزوال
Le fiction fragile
ستحتل موقعها في النقد الأدبي المعاصر. •••
ناپیژندل شوی مخ