279

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

ایډیټر

عرفات مطرجي

خپرندوی

مؤسسة الكتب الثقافية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨/١٩٩٨هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

تَعَالَى ﴿وجاءه قومه يهرعون إِلَيْهِ﴾ وَقَوله ﷿: ﴿فهم على آثَارهم يهرعون﴾، وَنَظِيره قَول الشَّاعِر:
(فجاؤوا يهرعون وهم أُسَارَى ... يقودهمء على رغم الأنوف)
وَقَول الآخر:
(كَأَن حمولهم مُتَتَابِعَات ... رعيل يهرعون إِلَى رعيل)
وأصل الْفِعْل من الهرع والهراع والإهراع، وَهُوَ سرعَة الْعَدو وَشدَّة السُّوق وَمَا يصحبهما من رعدة وفزع.
[٣٢] هـ م م:
وَكَثِيرًا مَا تحملهم أوهامهم إِلَى عدم التَّمْيِيز بَين أَفعَال المضارعة ذَات الأَصْل الْوَاحِد، بِسَبَب اخْتِلَاف حركاتها، فيضعون هَذَا مَكَان ذَاك ويخلطون الحابل بالنابل، الْأَمر الَّذِي يخل بِالْمَعْنَى وَيُؤَدِّي إِلَى فَسَاد المبنى.
فَمن أَمْثِلَة ذَلِك أَنهم لَا يفرقون بَين يهم (بِفَتْح الْيَاء وَضم الْمِيم) ويهم (بِضَم الْيَاء وخفض الْهَاء)، ويهم (بِفَتْح الْيَاء وخفض الْهَاء) .
فَالْأول من من الاهتمام، كَأَن تَقول: يهمني أَن أَرَاك ناجحا.
وَالثَّانِي من الْهم أَي الْحزن، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(برا، يهمه أَن يرى أبناءه ... متعسرين بغصة أَو زَاد)
وَالثَّالِث من الْفِعْل: هم بِالْأَمر يهم ويهم هما وهمة: أَي نَوَاه وأراده وعزم عَلَيْهِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي قصَّة زليخا وَالنَّبِيّ يُوسُف، على نَبينَا وَعَلِيهِ السَّلَام: ﴿وَلَقَد هَمت بِهِ وهم بهَا لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾

1 / 288