272

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

ایډیټر

عرفات مطرجي

خپرندوی

مؤسسة الكتب الثقافية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨/١٩٩٨هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

أَي سَاعَة الْفَزع المفاجئ.
بَاب الْمِيم
[٢٦] م ن ذ:
وَيَقُولُونَ فِي جَوَاب من يسالهم عَن صديق: مَا رَأَيْته مُنْذُ وَقت طَوِيل، فيهمون، لِأَن مجرور هَذَا الْحَرْف، وَكَذَلِكَ مذ، لَا يكون إِلَّا اسْم زمَان، وَلَا يكون ذَلِك الزَّمَان إِلَّا معينا لَا مُبْهما، فِي الْمَاضِي أَو الْحَاضِر وَلَيْسَ فِي الْمُسْتَقْبل.
وَالصَّوَاب أَن تَقول: مَا رَأَيْته مُنْذُ يَوْم الْجُمُعَة، ومذ يَوْم الْجُمُعَة وَلَا تقل: مذ غَد وَلَا مُنْذُ وَقت، لِأَن الأول يَقع فِي الْمُسْتَقْبل، وَالْآخر مُبْهَم.
ومذ أَصْلهَا مُنْذُ، فخففت.
ومنذ أَصْلهَا من الجارة وإِذْ الظَّرْفِيَّة، فجعلتا كلمة وَاحِدَة، وَلذَا كسرت ميمها فِي بعض اللُّغَات بِاعْتِبَار الأَصْل فَقَالُوا: مُنْذُ.
وَأما مذ فقد حركوا آخرهَا بِالضَّمِّ عِنْد دُخُولهَا على معرفَة وَلم يحركوها بِالْكَسْرِ كعادتهم منعا من التقاء الساكنين لِأَن الذَّال مضموم فِي مُنْذُ.
وللنحاة فِي هذَيْن الحرفين آراء.
فَمنهمْ من يرى أَن الْخَفْض وَاجِب بعد مذ لما مضى وَمَا لم يمض وَبَعْضهمْ يرفع بمنذ مَا مضى وَمَا لم يمض.
وَالصَّوَاب أَن يخْفض بمذ مَا لم يمض وَيرْفَع مَا مضى، ويخفض بمنذ مَا لم يمض مَا مضى.
وَمعنى هذَيْن الحرفين ابْتِدَاء الْغَايَة مثل من إِن كَانَ الزَّمَان مَاضِيا، كَقَوْل زُهَيْر:
(لمن الديار بقنة الْحجر ... أقوين مذ حجج ومذ دهر)
أَي: من حجج وَمن دهر.
وَنَظِيره قَول امْرِئ الْقَيْس:
(قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان ... وَربع عفت آثاره مُنْذُ أزمان)
وَإِن كَانَ الزَّمَان حَاضرا فمعناهما الظَّرْفِيَّة، كَقَوْلِك: مَا رَأَيْته مُنْذُ يَوْمنَا.
أما إِذا كَانَ الزَّمَان معدودا فهما بِمَعْنى (من وَإِلَى) نَحْو: مَا رَأَيْته مذ يَوْمَيْنِ، أَي من يَوْمَيْنِ وَإِلَى الْآن.

1 / 281