جَاءَ فِي التَّنْزِيل: ﴿فِي عيشة راضية﴾ بِمَعْنى مرضية.
وَقد ورد فَاعل بِمَعْنى معفول فِي عدَّة مَوَاضِع من الْقُرْآن كَقَوْلِه تَعَالَى: ﴿لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله إِلَّا من رحم﴾ أَي لَا مَعْصُوم.
وَكَقَوْلِه سُبْحَانَهُ: ﴿من مَاء دافق﴾ أَي مدفوق، وَكَقَوْلِه عز اسْمه ﴿أَنا جعلنَا حرما آمنا﴾ أَي مَأْمُونا فِيهِ.
وَجَاء أَيْضا مفعول بِمَعْنى فَاعل، كَقَوْلِه تَعَالَى: ﴿حِجَابا مَسْتُورا﴾، أَي ساترا ﴿كَانَ وعده مأتيا﴾ أَي آتِيَا.
وَقد يكنى عَن الْفِعْل بالراحلة لكَونهَا مَطِيَّة الْقدَم وإليها أَشَارَ الشَّاعِر الملغز بقوله:
(رواحلنا سِتّ وَنحن ثَلَاثَة ... نجنبهن المَاء فِي كل مورد)
[٢١٣] وَمن هَذَا النمط أَيْضا توهمهم أَن البهيم نعت يخْتَص بالأسود، لاستماعهم: ليل بهيم، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل البهيم اللَّوْن الْخَالِص الَّذِي لَا يخالطه لون آخر، وَلَا يمتزج بِهِ شية غير شيته، وَلذَلِك لم يَقُولُوا لِليْل المقمر: ليل بهيم، لاختلاط ضوء الْقَمَر بِهِ، فعلى مُقْتَضى هَذَا الْكَلَام يجوز أَن يُقَال: أَبيض بهيم وأشقر بهيم
وَجَاء فِي الْآثَار: يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حُفَاة عُرَاة بهما، أَي على صفة وَاحِدَة من صِحَة الأجساد والسلامة من الْآفَات، ليتم لَهُم بذلك خُلُود الْأَبَد والبقاء السرمد.