220

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

پوهندوی

عرفات مطرجي

خپرندوی

مؤسسة الكتب الثقافية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨/١٩٩٨هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

الْعلَّة حكم على لَفْظَة أيس بِأَنَّهَا مَقْلُوبَة من يئس، والمقلوب لَا يتَصَرَّف تصرف الأَصْل وَلَا يكون لَهُ مصدر، وَأما إِيَاس فَهُوَ عِنْد الْمُحَقِّقين مصدر أسته، أَي أَعْطيته، وَالِاسْم مِنْهُ الْأَوْس الَّذِي اشْتقت مِنْهُ الْمُوَاسَاة، فكأنهم سموا اياسا بِمَعْنى تسميتهم عَطاء.
قَالَ شَيخنَا أَبُو الْقَاسِم الْفضل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ ﵀: فَأَما قَوْلهم: جذب وجبذ، فَلَيْسَتْ هَاتَانِ اللفظتان عِنْد الْمُحَقِّقين من النَّحْوِيين من قبيل المقلوب، كَمَا ذكر أهل اللُّغَة، بل هما لُغَتَانِ، وكل وَاحِدَة مِنْهُمَا أصل فِي نَفسهَا، وَلها اشتق لكل مِنْهُمَا مصدر من لَفظه، فَقيل فِي مصدر: جبذ جبذ، كَمَا قيل فِي مصدر جذب: جذب.
وَمِمَّا يوهمون فِيهِ أَيْضا من شجون هَذِه اللَّفْظَة قَوْلهم للقانط: هُوَ موئس من الشَّيْء، وَالصَّوَاب أَن يُقَال فِيهِ: يائس، أَو آيس، وَالْأَصْل فِيهِ يائس، وَمِنْه قَول مقرون بن عمر الشَّيْبَانِيّ:
(فَمَا أَنا من ريب الْمنون بجبأ ... وَمَا أَنا من سيب الإلة بيائس)

1 / 228