151

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

پوهندوی

عرفات مطرجي

خپرندوی

مؤسسة الكتب الثقافية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨/١٩٩٨هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

رَوَاهُ: السباب بِالسِّين الْمُهْملَة فَالْمَعْنى بِهِ السب، كَمَا قد رُوِيَ أَيْضا فِي هَذَا الْبَيْت: فَإِن مَظَنَّة الْجَهْل أَي مَوْضِعه.
وَقد روى أَيْضا من شعر الْأَعْشَى بيتان بِهَذَيْنِ الحرفين أَحدهمَا قَوْله:
(نفى الذَّم عَن آل المحلق جَفْنَة ... كجابية الشَّيْخ الْعِرَاقِيّ تفهق)
فَمن روى: كجابية السيح بِالسِّين الْمُهْملَة عَنى بالجابية دجلة، وبالسيح المَاء السائح.
وَمن رَوَاهُ بالشين الْمُعْجَمَة جعل الإرشارة فِيهِ إِلَى كسْرَى لِأَنَّهُ صَاحب دجلة، وَأَرَادَ الْأَعْشَى بِهَذَا التَّشْبِيه أَن جَفْنَة آل المحلق تمد بِالطَّعَامِ بعد الطَّعَام كَمَا تمد دجلة بِالْمَاءِ بعد المَاء.
وَالْبَيْت الآخر قَوْله فِي صفة الْخمر والخمار:
(وأقبلها الرّيح فِي دنها ... وَصلى على دنها وارتشم)
فَمن رَوَاهُ ارتشم بالشين الْمُعْجَمَة عَنى بِهِ أَنه دَعَا للدن ثمَّ ختم عَلَيْهِ، وَمن رَوَاهُ بِالسِّين الْمُهْملَة قَالَ: أَرَادَ أَنه دَعَا لَهَا وعوذ عَلَيْهَا، كَمَا قَالَ الْقطَامِي يصف فلكا:
(فِي ذِي جلول يقْضِي الْمَوْت صَاحبه ... إِذا الصراري من أهواله ارتسما)
يَعْنِي أَن الصراري، وَهُوَ الملاح عوذ وَكبر حِين شَاهد عظم الْأَهْوَال، وعاين تلاطم الأمواج.
الجلول: جمع جلّ، وَهُوَ شراع السَّفِينَة.
ويروي بَيت أَوْس بن حجر:
(مخلفون وَيَقْضِي النَّاس أَمرهم ... غس الْأَمَانَة صنبور بصنبور)
فَمن رَوَاهُ بِالسِّين الْمُهْملَة، عَنى أَنهم ضعفاء الْأَمَانَة، وَمن رَوَاهُ بالشين الْمُعْجَمَة، فاشتقاقه من الْغِشّ.
وَحكى الْأَصْمَعِي قَالَ: أنشدنا أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء:
(فَمَا جبنوا انا نَشد عَلَيْهِم ... وَلَكِن رَأَوْا نَارا تحش وتسفع)
قَالَ: فَذكرت ذَلِك لشعبة، فَقَالَ: وَيلك إِنَّمَا هُوَ تحس وتسفع، أَي تحرق وَتسود.

1 / 159