117

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

پوهندوی

عرفات مطرجي

خپرندوی

مؤسسة الكتب الثقافية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨/١٩٩٨هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

الجرجور: الْعِظَام من الْإِبِل، والخبور الغزيرات الدّرّ، فَأَما اسْم الدَّاء فَهُوَ المغص بِإِسْكَان الْغَيْن، وَقد يُقَال بِالسِّين، وَأما المعص بِفَتْح الْعين المغفلة فَهُوَ وجع يُصِيب الانسان فِي عصبه من الْمَشْي، وَفِي الحَدِيث: أَن عمرا بن معدي كرب شكا إِلَى عمر ﵁ المعص، فَقَالَ: كذب عَلَيْك الْعَسَل، أَي عَلَيْك بِسُرْعَة الْمَشْي، إِشَارَة إِلَى اشتقاقه من عسلان الذِّئْب. [٩٣] وَيَقُولُونَ: هُوَ سداد من عوز، فيلحنون فِي فتح السِّين كَمَا لحن هشيم الْمُحدث فِيهَا، وَالصَّوَاب أَن يُقَال بِالْكَسْرِ وَجَاء فِي أَخْبَار النَّحْوِيين أَن النَّضر بن شُمَيْل الْمَازِني اسْتَفَادَ بإفادة هَذِه الْحَرْف ثَمَانِينَ ألف دِرْهَم. ومساق خَبره مَا أخبرنَا بِهِ أَبُو عَليّ بن أَحْمد التسترِي عَن حميد القَاضِي أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد العسكري عَن أبي أَحْمد بن الْحسن بن سعيد العسكري اللّغَوِيّ عَن أَبِيه، عَن إِبْرَاهِيم بن حَامِد، عَن مُحَمَّد بن نَاصح الْأَهْوَازِي، قَالَ: حَدثنِي النَّضر بن شُمَيْل، قَالَ: كنت أَدخل على الْمَأْمُون فِي سمره، فَدخلت عَلَيْهِ ذَات لَيْلَة، وعليّ قَمِيص مرقوع، فَقَالَ: يَا نضر، مَا هَذَا التقشف حَتَّى تدخل على أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي هَذِه الخلقان قلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا شيخ ضَعِيف، وحر مرو شَدِيد، فأتبرد بِهَذِهِ الخلقان، قَالَ لَا وَلَكِنَّك قشف. ثمَّ أجرينا الحَدِيث فَأجرى هُوَ ذكر النِّسَاء، فَقَالَ: حَدثنَا هشيم عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: إِذا تزوج الرجل الْمَرْأَة لدينها وجمالها كَانَ فِيهَا سداد من عوز، فَأوردهُ بِفَتْح السِّين، قَالَ: فَقلت: صدق يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هشيم، حَدثنَا عَوْف بن أبي جميلَة عَن الْحسن عَن عَليّ بن أبي طَالب ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: إِذا تزوج الرجل الْمَرْأَة لدينها وجمالها، كَانَ فِيهَا سداد من عوز. قَالَ: وَكَانَ الْمَأْمُون مُتكئا فَاسْتَوَى جَالِسا، وَقَالَ: يَا نضر، كَيفَ قلت سداد قلت: لِأَن السداد هَاهُنَا لحن، قَالَ: أَو تلحنني قلت: إِنَّمَا لحن هشيم - وَكَانَ لحانة - فتبع أَمِير الْمُؤمنِينَ لَفظه، قَالَ: فَمَا الْفرق بَينهمَا قلت: السداد بِفَتْح السِّين، الْقَصْد فِي الدَّين والسبيل، والسداد بِالْكَسْرِ الْبلْغَة، وكل مَا سددت بِهِ شَيْئا فَهُوَ سداد،

1 / 125