وكان قريبا من المدينة ويصعد منه إلى باشورة هي موضع باب القلعة إلى الفتنة التمرية ثم ارتفع باب القلعة إلى موضعه الآن بحيث يحول بينه وبين المدينة الخندق ويمر إليه إلى جسر من خشب وهذا الباب بناه الأمير دمرداش نائب حلب وكان الملك الظاهر قد بنى بعض السفح بالحجر الهرقلي وعزم على تسفيحها بذلك الحجر فحالت المنية بينه وبين أمله وصده عن مراده ما حضر من أجله وكان قد وسع الخندق الذي للقلعة وعمقه وبنى حائطه من جهة المدينة فخرب ذلك الحائط وصارت قلعة في غاية الحصانة والمنعة بحيث لا ترام وحرر أيضا الملك الظاهر غازي خندق الروم وهو من قلعة الشريف إلى الباب الذي يخرج منه إلى الشام وبنى ذلك الباب ولم يتمه فتمم في أيام ولده الملك العزيز ثم استمر خندق الروم من ذلك المكان شرقا ثم يعود شمالا إلى الباب الذي حدد في أيام الملك العزيزن لضيق الميدان ويعرف اليوم بباب النيرب ثم يأخذ شمالا إلى أن يصل إلى باب القناة الذي يخرج منه إلى بانقوسا وهو باب قديم ثم يأخذ غربا من شمالي الجبيل إلى أن يتصل بخندق المدينة وأمر الملك الظاهر برفع التراب وإلقائه على شفير الخندق مما يلي المدينة فارتفع ذلك المكان وسفح إلى الخندق وبني عليه سور من اللبن في أيام الملك العزيز وولاية الأتابك طغرل وأمر الحجارون بقطع
مخ ۶۱