وأبعد الصَّفَديُّ فقال: "ولد بعد التسعين وستِّ مئة" (١).
والأول هو الراجح.
طلبه للعلم:
اختصت العناية الإلهية هذا الغلام اليافع، بأن يكون من خدام هذا الدين، ومن وُرَّاث هذا العلم العظيم.
فصرف الله قلبَه عن لعب الصِّبا، ولهو الشباب، حتى صار لا يميل وهو في سن الصبا لأن يلهو مع أقرانه.
وحَبَّب الله إلى قلبه العلمَ الشريف، فصار يستحسنه ويُفَضِّله على كل ما عداه.
ذكر لنا ابن فهد (٢): أن مُغْلَطاي وهو في صِباه، كان أبوه يرسله ليرمي بالنشاب، فيخالفه ويذهب إلى حِلَق أهل العلم فيحضرها.
فكان مخالطةُ حُبِّ العلم لقلبه، وشَغَفُه به، وإخلاصه فيه، من دواعي جِده ودَأبِه.
قال تلميذه الحافظ العراقي: "وكان دائم الاشتغال، منجمعًا عن الناس" (٣).
_________
(١) نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة" ٤: ٣٥٢، وابن فهد في "لحظ الألحاظ": ١٣٣، وغيرهما.
(٢) "لحظ الألحاظ": ١٣٣.
(٣) "الذيل على العبر" ١: ٧٣.
1 / 14