416

در منظوم

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

ژانرونه

شعه فقه

وأما ما ذكر من دعاء بعض الأصحاب، الذي ليس بمسموع ولا مجاب، وحمده لله على ارتفاع شوكة المخالف لينال بها درجة الموالف، فلا لبى الله دعاه، ولا رضي عنه ولا أرضاه، وحشره في زمرة إمامه الذي ارتضاه، ولعنه وأبعده وأخزاه، ما أقل دينه وحياه وأجراه، وقد حمى الله الدين وأيده بسواه، وهو بحمد الله ممن لا يلتفت إليه، ولا يعول في أمر من الأمور عليه، فلا يزيد في قوة الإمام إن والف، ولا يهضمها إن خالف، وإنما هو من سقط المتاع، وممن يباع ولا يبتاع، وما أحقه بقول الحسن عليه السلام لعتبة بن أبي سفيان(1) حين وصف نفسه لعلي عليه السلام وأولاده بالعداوة والشنآن: ما أشبهك بالبعوضة حين قالت للنخلة: استمسكي عني فإني ناهضة عنك، فقالت: لم أشعر بهبوطك فأستمسك لنهوضك. ونحن ما شعرنا بعدوانك ولا غمتنا إذ عرفناها، مع أني أقول ليت كثير من الناس ينحاز إلى المخالف فما هم إلا مؤنة لإمامنا عليه السلام من غير نفع يعود منهم في دين ولا دنيا، وتخفيف المؤنة أحد اليسارين، فإذا كفانا المخالف شرهم فالسعيد من كفي، وتخفيف التكليف من اللطف الخفي، وهيهات ثم هيهات، قد -بحمد الله- ثبتت الإمامة، ورسخت أطناب الزعامة، على رغم أنف كل شيطان مريد، ومخالف عنيد، فمن شايع وبايع فلمصلحة دينه ودنياه، ومن خالف فالويل والثبور عليه في أولاه وأخراه.

مخ ۴۵۴