[تعقيب العلامة علي بن محمد البكري على تعليق الإمام عزالدين
على جوابه]
بحمدك اللهم استفتح مقالي، وباستعانتك استنجز أفعالي، وبتوفيقك ألتمس الإصابة في المقال، وبعصمتك أعوذ من ركوب الضلال، وأتقرب إليك بالصلاة على سيدنا محمد الرضى، وآله وأتباعه في السبيل المرتضى.
وبعد:
فإنه لما وردت رسالة مولانا العلامة الشاهدة له بكونه في العلماء الشامة، وفي السيوف الصمصامة، عز الملة والدين، وترجمان الأدلة واليقين، نفع الله تعالى ببركته، كما نفع بعلومه، وحرس ذاته الكريمة حراسة سمائه بنجومه، أجبتها بما حضرني من الجواب، من غير إخلال ولا إسهاب، بعد أن طالعتها واستقرأت مسائلها، رغبة في طلب الحق الواضح، ومسارعة إلى الظفر بالدليل الراجح، مع عزيمة صارمة باتباعها إن وجدت عندها الصواب، واطراح التعصب لمذهب الأصحاب، وسلوك مسلك المسترشدين المنقادين لما وضح انتهاجه، الخارجين عن المسلك البين اعوجاجه، لا كما حملني مولانا
-أيده الله تعالى- عليه من أني سلكت في بعض مواضع الجواب مسلك الجدال، ورمت بجودة الفراسة وحسن العبارة تقويم ما خرج عن حد الاعتدال، فإن الله تعالى هو المطلع على سرائر الصدور ، وبيده سبحانه تعالى أزمة الأمور.
ثم إنه بعد ذلك ورد من تلقاء مولانا أيده الله تعالى من التشكيكات على تلك الجوابات ما يشهد له بأنه كسعي(1) المناضلة، عنتري المنازلة، سابق في ميدان الجولان، آخذ لقصب السبق عند الرهان، ولم أكن أحسب أن أحدا يبلغ ذلك الأمد من التحقيق، أو يسلك ذلك النمط في التدقيق، أو يتمكن ذلك التمكن في صناعة الإنشاء، ولكن الله تعالى يختص برحمته من يشاء، فما أحقه بقول من قال:
فاق الرجال بأخلاق مهذبة
مخ ۳۰۸