288

در منظوم

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

ژانرونه

شعه فقه

نكتة في بيان كيفية الحمل على السلامة وقد كنت أوردت في تهجين ذلك وما يشبهه رسالة شافية، ومقالة ببيان المقصود وافية، ثم أردت التنبيه على نكتة توضح منهج الحمل على السلامة، وتبين حال المثبت والنافي للإمامة، فإن هذه المسألة من المسائل التي البلوى بها عامة فقلت:هذه نكتة عظيمة الموقع في الدين، واسعة النفع للمسترشدين.

إن قيل: على القول بأن الإمامة قطعية، كما هو مذهب المعتزلة والزيدية، وفرضنا حصول داع يدعي كمال شرائط الإمامة فيه، ويدعو الناس إلى طاعته ويحثهم على إجابة داعيه، فأثبته مثبت ونفاه ناف، والأقسام المتعلقة:

أن يكون المثبت والنافي مصيبين معا.

وأن يكونا مخطئين معا.

وأن يكون أحدهما مصيبا والآخر مخطئا.

فهل كل واحد من هذه الأقسام الثلاثة ممكن جائز الحصول؟ أم لا يمكن إلا بعضها؟

فالجواب وبالله التوفيق: أن هذه الأقسام على سواء في تجويز الحصول، لا يمنع عن تقدير كل منها مانع ولا يحول.

أما القسم الأخير، وهو أن يكون المصيب أحدهما دون الآخر، فلا كلام في صحته وإمكانه، بل ربما يتبادر الوهم إلى أنه الممكن دون غيره، وله صورتان:

الصورة الأولى: أن يكون المثبت هو المصيب، وذلك بأن يكون الداعي مستكملا للشرائط جامعا لها، وقد اختبره حق الخبرة، فعرف كماله بطرقه المعروفة، والنافي هو المخطئ، لأن نفيه للإمامة إما بعد معرفته للكمال لكن كابر وعاند، وإما خبطا وجزافا من غير معرفة لخلل، ولا اطلاع على زلل، وإما بأن يكون قد نظر واجتهد ولكن عرض له ما لبس عليه، ورجح جانب النفي فمال إليه، غير متعمد للخطأ، ولا تارك في مقام النظر لنقل الخطا.

مخ ۳۰۱