ولكنه أيده الله سلك مسلك الجدال، ورام بجودة فراسته وحسن
عبارته تقويم ما خرج عن حد الاعتدال، نصرة منه للسلف الأمجاد، ورغبة في صيانة ما أوردوه عن الإفساد، لا ميلا إلى سلوك سبيل العناد، فإنه والحمد لله من أهل الهدى والرشاد، وقد انطوى جوابه في بعض المسائل على الاعتراف وتصديق المقال، وفي بعضها على الرد والإبطال، وها أنا ذا أنبه على ما عدل فيه الأخ أيده الله عن التسليم، وأوضح أن جميع ما أوردته أولا عن الأبطال سليم، حسبما اقتضاه النظر، وسمحت به الفكر، غير قاصد لمجرد الهراء (1)، ولا جانح إلى جانب المراء، والله سبحانه المطلع على ضمائر القلوب، والمحيط بسرها المحجوب، معترفا بالتقصير، عالما بأن الباع(2) مني قصير، عارفا بأني إلى تعمد الهفوات وستر العورات فقير، ومن الله أستمد الهداية في البداية والنهاية.
[بداية الرد على الجواب]:
قوله: فلعل مولانا أراد بالأمة بعضهم، وبالمعتزلة أكثرهم.
مخ ۲۸۵