أما وجوب اتباع الإمام فقد استدلوا عليه بقوله تعالى: ?يا قومنا أجيبوا داعي الله? [الأحقاف:31] وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «من سمع واعيتنا أهل البيت» (1) الخبر، ونحوه من الأخبار المتفقة على معنى واحد، واستدلوا على ذلك أيضا بأنه قد قام الدليل على وجوب الإمامة والانتصاب لها، فمن انتصب لها مع كمال الشروط فيه قطعنا بأنه قد امتثل ما أمره الله به من الإمامة، فوجب علينا طاعته واتباعه.
وأما معرفة شرائط الإمام فقد استدلوا على وجوبها بالإجماع، قال السيد(2) في (شرح الأصول) ما معناه: فإنه لا خلاف بين الأمة في وجوب معرفة إمام الزمان -يعني معرفة ما اختص به من الصفات المعتبرة- واستدلوا على ذلك أيضا بأن الإمامة هي الدرجة الثانية من النبوة، وقد ثبت وجوب معرفة النبوة على كل مكلف عامي وغيره، فكذلك يجب مثله في الإمامة، فإن الإمامة لم تنقص عنها إلا في درجة الوحي لا غير، وإلا فما اختص به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأحكام قد اختص به الإمام غالبا، واستدل على ذلك بعضهم بأنه يجب على المكلفين إجابة دعوة الإمام، والانقياد لأمره، ومن القبيح أن ينقادوا لأمره، ولما يعلموا هل هو إمام جامع للشرائط أم لا؟
مخ ۲۷۱