[الرسالة الوافية في كشف الدقائق الخافية مع أجوبتها
الشافية]
ولما بلغ الفقيه العلامة الأفضل جمال الدين علي بن محمد بن أحمد البكري متع الله المسلمين بطول حياته شأن هذه الرسالة، كتب إلى منشئها يلتمس منه اطلاعه عليها، فأمر بها إليه ضمن كتاب كتبه إلى عنده، فلم يمض إلا مدة ليست بالمديدة وورد جواب منه للرسالة المذكورة بسيط مفيد، أودعه طي جواب الكتاب الوارد عليه، وهذا لفظ جواب الكتاب دعا إلى تسطيره ما حواه مما يدل على بلاغة من أنشأه، وصفاء وده، وطهارة منشاه.
والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلامه، العبد المود في الله تعالى علي بن محمد بن أحمد البكري، تجاوز الله عن فرطاته، وقابل بالصفح خطيئاته، يسأل من لا يرد سائله، ولا يخيب آمله، أن يشيد قواعد العلم الرواسخ، ويرفع رؤس المجد الشوامخ، ويحرس معالم الفضل، ويعم مرابع الجود والبذل، ويحفظ مآثر الفضائل، ويحيي ما مات من مكارم الأوائل ببقاء مولانا السيد الإمام تاج العترة الكرام، طود الحلم وبحر العلم، غرة وجه الدهر، وقطب فلك الفخر، عقد المجد، وطلعة كوكب السعد، فرع مهبط النبوة والرسالة، وسلالة شرف الوحي والنبالة، مغناطيس أمهات الشريعة النبوية، الغائص في بحور العلوم الأدبية والعقلية، شمس مشكلات المسائل، ومفتاح معضلات النوازل، المصقع الحلاحل، والمزري بسحبان وائل، عز الدين والملة، علم علماء الأمة، شمس شموس العترة، جامع المتفرقات من مجامع الكرامات وغايات المرامات.
إن المكارم والمعروف أدوية
أحلك الله منها حيث تجتمع
إنسان الزمان، وعين الأعيان، وعمدة أهل الإيمان، جامع خصال الكمال، وكمال الخصال، وخلال الجلال، وجلال الخلال، ففضله أشهر من نار على علم، ومستغن عن أن ينشر أويرقم بقلم.
إذا كان فضل المرء في الناس شاهرا
فليس بمحتاج إلى كثرة الوصف
لكن لما حل وده مني محل الروح، صار ذكره شفاء لفؤادي المقروح.
قد حل مني محل الروح من بدني
ودا لسيدنا العلامة الحسني
المرتضى المجتبى المحمود سيرته المقتفي سير الآباء والسنن
مخ ۲۵۳