در مندود
الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود
خپرندوی
دار المنهاج
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ
د خپرونکي ځای
جدة
عنان السماء، بأيديهم قراطيس الفضة وأقلام الذهب، يكتبون الصلاة على النبي ﷺ، ويقولون: اذكروا رحمكم الله، زيدوا زادكم الله، فإذا استفتحوا الذكر.. فتحت لهم أبواب السماء، واستجيب لهم الدعاء، وتطلع عليهم الحور العين، وأقبل الله ﷿ عليهم بوجهه ما لم يخوضوا في حديث غيره ويتفرقوا؛ فإذا تفرقوا.. قام الزوّار يلتمسون حلق الذكر» «١» أي: بكسر ففتح جمع حلقة بفتح فسكون.
- ومنها: أنها سبب لشفاعته وشهادته ﷺ
؛ ففي الخبر السابق: «ومن زاد صبابة وشوقا.. كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة» «٢»، ومرّ في (الفصل الثاني) رواية: «شهدت له يوم القيامة وشفعت»، ورواية: «وجبت له شفاعتي» «٣»، وفي رواية: «من صلّى عليّ حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرا.. أدركته شفاعتي يوم القيامة» رواها الطبراني بإسنادين أحدهما جيّد، لكن فيه انقطاع «٤» .
وفي أخرى ضعيفة: «من صلّى عليّ.. كنت شفيعه يوم القيامة» «٥» .
ومما يدل على أن الصلاة عليه ﷺ سبب لشفاعته.. قوله تعالى: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها.
قال الرازي: (معناه أن الله تعالى أمر الكل بأنه إذا حياهم أحد بتحية أن يقابلوا تلك التحية بأحسن منها، أو بأن يردوها، ثم أمرنا بتحية محمد ﷺ حيث قال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ، والصلاة من الله الرحمة، فطلبها له ﷺ تحية له، فأوجب هذا
_________
(١) أخرجه ابن بشكوال في «القربة» (١١٨) .
(٢) تقدم تخريجه (ص ١٣٦) .
(٣) أخرجه أحمد (٤/ ١٠٨)، والبزار في «مسنده» (٢٣١٥)، والطبراني في «الكبير» (٥/ ٢٥) وفي «الأوسط» (٣٠٣٩) .
(٤) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/ ١٢٣)، وعزاه كذلك للطبراني.
(٥) أخرجه ابن بشكوال في «القربة» (١٩) .
1 / 146