195

وبرع في الفنون ونظم الشعر ، وصنف كتابا سماه «النجمة الزاهرة والنزهة الفاخرة في نظام السلطنة وسلوك طريق الآخرة» ، ولقبه «الجواهر المعقودة في إشارات النحلة والدودة» دخل فيه من حيث إن النحلة لا بد لها من أمير يعتمد ويجتمع على رأيه ، ففي ذلك إشارة إلى أنه لا بد من الملك ، ومن حيث إن دودة القز تكتفي على طعام واحد ولا تتسبب ، وأنه يعظم نفسه بعد الأربعين عن الأكل ، ويقبل على العزلة ونحو ذلك ، وفي ذلك ونحوه إشارات إلى من يسلك طريق الآخرة.

قدم مكة وجاور بها مرارا بعد الأربعين ، وسمع بها من شيخنا أبي الفتح المراغي وغيره.

وسافر للتسبب إلى بلاد اليمن وإلى بلاد سواكن مرتين ، وقدم من سواكن إلى مكة في المرة الثانية وهو متوعك ، فاستمر به إلى أن مات في عصر يوم الثلاثاء سادس عشر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وثمانمائة بمكة ، وصلي عليه بعد صلاة المغرب ودفن بالمعلاة.

وكنت اجتمعت به في سنة ثمان وثلاثين بالمحلة الكبرى.

مخ ۱۹۹