145

در فرید

الدر الفريد وبيت القصيد

پوهندوی

الدكتور كامل سلمان الجبوري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

تُزْجِي أغَنَّ كَأَنَّ إبْرَةَ رَوْقِهِ ... قَلَمٌ أَصَابَ مِنَ الدَّوَاةِ مِدَادَهَا (١) قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ هَذَا بَيْتٌ حَسَدَ عَدِيًّا عَلَيْهِ جَرِيْرٌ. قال: وَكِيْفَ ذَاكَ؟، قَالَ: زَعَمَ أَبُو عَمْرٍو أنَّ جَرِيْرًا قَالَ لَمَّا ابْتَدَأَ عَدِيُّ بن الرِّقَاعِ يُنشِد: [من الكامل] عَرَفَ الدِّيَارَ تَوَهُّمًا فَاعْتَادَهَا قُلْتُ فِي نَفْسِي: قَدْ رَكِبَ مَرْكَبًا صَعْبًا سَيُبْدِعُ فِيْهِ، فَمَا زَالَ يَتَخَلَّصُ مِنْ حَسَنٍ إلَى حَسَنٍ حَتَّى قَالَ: تُزْجِي أغَنَّ كَأنَ إبْرَةَ رَوْقِهِ. قَالَ: فَرَحِمْتُهُ، وَظنَنْتُ أنَّ مَادَّتَهُ سَتَقْصُرُ بِهِ فَلَمَّا قَالَ: [من الكامل] قَلَمٌ أصَابَ مِنَ الدَّوَاةِ مِدَادَهَا حَالَتْ الرَّحْمَةُ حَسَدًا (٢). فَقَالَ الرَّشِيْدُ: للَّهِ دَرُّكَ يا أصمَعِيُّ (٣)، ثُمَّ أطْرَقَ، وَرَفَعَ رَأسَهُ وَقَالَ: أتُرَاكَ

(١) لَا يُعْرَفُ لأَحَدٍ مِثْلَ هَذَا التَّشْبِيْهِ إِلَّا قَوْلِ ابنِ المُعْتَزِّ وَمِنْهُ أَخَذُوا عَلَى قَالِبِهِ ضربَ حَيْثُ قَالَ (١): قَدْ أَطْلَعَتْ إبرَ القرُوْنِ كَأَنَّهَا ... أَخْذُ المُرَاوِدِ مِنْ سَحِيْقِ الإِثْمَدِ (٢) الكامل للمبرد ٣/ ١٤١. (٣) قَوْلُهَمْ: للَّهِ دَرُّ فُلَانٍ دُعَاءً لَهُ وَقِيْلَ مَعْنَاهُ: جَعَلَ اللَّهُ أعْمَالَهُ فِي الأَعْمَالِ الحَسَنَةِ الَّتِي يَرْضَاهَا اللَّهُ. وَمَعْنَاهَا التَّعَجُّبُ. رَوىَ ابْنُ جنِّيٍ عَنِ أَبِي عَلِيٍّ أَنْ مَعْنَى قَوْلهُمْ: للَّهِ درُّكَ: للَّهِ مَا ظَهَرَ مِنْ فِعْلِكَ. = _________ (١) ديوانه ١/ ٢٥١.

1 / 147