237

دروس الشيخ عمر الأشقر

دروس الشيخ عمر الأشقر

ژانرونه

ما أحبه الله لنا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهدا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد: فيقول النبي ﷺ: (إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا، يرضى الله لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تنصحوا لولاة أموركم، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال).
معلوم: أن الله ﵎ لا يرضى لعباده إلا ما يصلحهم، ولا يكره لهم إلا ما يفسدهم، فكل ما رضيه الله ﵎ لنا ففيه الخير والصلاح والبركة؛ لأن الله ﵎ رحيم بعباده، لا يرضى لهم إلا ما فيه الخير والصلاح، قال تعالى: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ [الزمر:٧]، فالله ﵎ رضي لنا الإيمان والشكر وكره لنا الكفر، وفي ذلك خيرنا وسعادتنا.
يذكر الرسول ﷺ في هذا الحديث أن ربنا رضي لنا ثلاثة أمور عظيمة: الأول: (أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا) وهو التوحيد والإخلاص.
الثاني: (أن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) وحدة الأمة بالاستمساك بكتابها، وسنة نبيها ﷺ، وفي مقابل الاعتصام بالكتاب والسنة: الفرقة والخلاف.
فالله ﵎ يحب من أمة الإسلام أن تكون أمة واحدة مجتمعة على كتاب ربها، وسنة رسولها ﷺ.
الثالث: (وأن تنصحوا لولاة أموركم) وكذا لخليفة المسلمين وإمامهم، وكذا حكام الدولة الإسلامية يناصحوا بأن يستقيموا على منهج الله، وأن يحكموا شريعته، فإذا ما شذ شاذ نبهه منبه، ونصحه ناصح، ووعظه واعظ.
(وكره لنا ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال).
هذه التي يكرهها الله ﵎ هي أمراض تضيع وقت الناس في أمور لا تغني، قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، فأما أن يكثر الإنسان من الأسئلة في الأمور التي لا تنفع فهو كما حدث من بني إسرائيل، قال تعالى: ﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [البقرة:١٠٨]، وكذلك إنفاق المال فيما لا يحل، أو تبذيرًا وإسرافًا، فتضيع ثروة الأمة، وتكون الأمة ذليلة بعد أن كانت عزيزة.
وأما قيل وقال، فإضاعتها للأوقات أمر ظاهر، بل قد تكون طريقًا للحرام.

25 / 2