د درر په لنډولو کې د غزاوو او سیرونو

ابن عبد البر d. 463 AH
135

د درر په لنډولو کې د غزاوو او سیرونو

الدرر في اختصار المغازي والسير

پوهندوی

الدكتور شوقي ضيف

خپرندوی

دار المعارف

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٠٣ هـ

د خپرونکي ځای

القاهرة

وَذكر ابْن إِسْحَاق عَن عَاصِم بْن عمر وَعبد اللَّه بْن أبي بكر: أَن رَسُول اللَّه ﷺ لما قدم الْمَدِينَة وادعته الْيَهُود وَكتب عَنهُ وعنهم كتابا، وَألْحق كل قوم بحلفائهم١، وَشرط عَلَيْهِم فِيمَا شَرط أَن لَا يظاهروا عَلَيْهِ أحدا. فَلَمَّا قدم رَسُول اللَّه ﷺ مِنَ بدر أَتَاهُ بَنو قينقاع، فَقَالُوا لَهُ: يَا مُحَمَّد لَا يغرك من نَفسك أَن نِلْتَ من قَوْمك مَا نلْت، فَإِنَّهُ لَا علم لَهُم بِالْحَرْبِ، أَمَا وَالله لَو حاربتنا لعَلِمت أَن حربنا لَيْسَ كحربهم وَأَنا لنَحْنُ النَّاس*. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وَكَانَ أول من نقض الْعَهْد بَينه وَبَين رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وغدر من يهود بَنو قينقاع. فَسَار إِلَيْهِم رَسُول اللَّه وحاصرهم فِي حصونهم، وَقذف اللَّه فِي قُلُوبهم الرعب، فنزلوا على حكمه ﷺ. الْبَعْث ٢ إِلَى كَعْب بْن الْأَشْرَف وَلما اتَّصل بكعب بْن الْأَشْرَف -وَهُوَ رجل من نَبهَان من طيى وَأمه من بني النَّضِير- قَتْلُ صَنَادِيد قُرَيْش ببدر قَالَ: بطن الأَرْض خير من ظهرهَا. ونهض إِلَى مَكَّة، فَجعل يرثي قَتْلَى قُرَيْش، ويحرض على قتال٣ النَّبِي ﷺ، وَكَانَ شَاعِرًا. ثمَّ انْصَرف إِلَى مَوْضِعه٤ فَلم يزل يُؤْذِي رَسُول اللَّه ﷺ وَيَدْعُو إِلَى خِلَافه ويسب الْمُسلمين حَتَّى آذاهم. فَقَالَ رَسُول اللَّه ﷺ: "من لي بِابْن الْأَشْرَف فَإِنَّهُ يُؤْذِي اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤمنِينَ؟ " فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بْن مسلمة: أَنا لَهُ يَا رَسُول اللَّه، أَنا أَقتلهُ إِن شَاءَ اللَّه، قَالَ: "فافعل إِن قدرت على

١ كَانَ بَنو قينقاع حلفاء للخزرج. * قلت: وَفِيهِمْ نزل قَوْله تَعَالَى: ﴿قل للَّذين كفرُوا ستغلبون وتحشرون إِلَى جَهَنَّم وَبئسَ المهاد﴾ . وعقب الْآيَة الَّتِي اسْتشْهد بهَا الْمُعَلق: ﴿قد كَانَ لكم آيَة فِي فئتين التقتا فِئَة تقَاتل فِي سَبِيل الله وَأُخْرَى كَافِرَة يرونهم مثليهم رَأْي الْعين وَالله يُؤَيّد بنصره من يَشَاء إِن فِي ذَلِك لعبرة لأولي الْأَبْصَار﴾ . ٢ انْظُر فِي هَذَا الْبَعْث ابْن هِشَام ٣/ ٥٤ والواقدي ص١٨٤ وصحيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ ١٢/ ١٦١ وَابْن سعد ج٢ ق١ ص٢١ والمحبر لِابْنِ حبيب ص٢٨٢ والطبري ٧/ ٤٨٧ وَسنَن أبي دَاوُد "طبعة الْقَاهِرَة" ١/ ٢٧٧ وَابْن حزم ص١٥٤ وَابْن سيد النَّاس ١/ ٢٩٨ وَابْن كثير ٤/ ٥ والنويري ١٧/ ٧٢. وَكَانَ هَذَا الْبَعْث لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة مَضَت من شهر ربيع الأول مفتتح السّنة الثَّالِثَة لِلْهِجْرَةِ. ٣ وَأَيْضًا فَإِنَّهُ كَانَ يشبب بنساء الْمُسلمين قصدا لإيذاء أَزوَاجهنَّ. ٤ إِلَى مَوْضِعه: أَي من الْمَدِينَة.

1 / 142