يسمونهم الأنصار والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنه يدعي النبوة إلا أنه ما قدر على إظهار التصريح بذلك وكان في أول أمره مولعا بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذبا كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي وأضرابهم فكأنه يضمر في نفسه دعوى النبوة ولو أمكنه إظهار هذه الدعوة لأظهرها وكان يقول لاتباعه إني أتيتكم بدين جديد ويظهر ذلك من أقواله وأفعاله ولهذا كان يطعن في مذاهب الأئمة وأقوال العلماء ولم يقبل من دين نبينا صلى الله عليه وسلم إلا القرآن ويأوله على حسب مراده مع أنه إنما قبله ظاهرا فقط لئلا يعلم الناس حقيقة أمره فينكشفوا عنه بدليل أنه هو وأتباعه إنما يؤولونه على حسب ما يوافق أهواءهم لا بحسب ما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح وأئمة التفسير فإنه كان لا يقول بذلك ولا يقول بما عدا القرآن من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ولا بما استنبطه الأئمة من القرآن والحديث ولا يأخذ بالإجماع ولا بالقياس الصحيح وكان يدعي الانتساب إلى مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه كذبا وتسترا وزورا والإمام أحمد برئ منه ولذلك انتدب كثير من علماء الحنابلة المعاصرين له للرد عليه وألفوا في الرد عليه رسائل كثيرة حتى أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ألف رسالة في الرد عليه كما تقدم وتمسك في تكفير المسلمين بآيات نزلت في المشركين فحملها على الموحدين وقد روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في وصف الخوارج إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين وفي رواية أخرى عن ابن عمر عند غير البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال أخوف ما أخاف على أمتي رجل متأول للقرآن يضعه في غير موضعه فهذا وما قبله صادق على ابن عبد الوهاب ومن تبعه وأعجب من ذلك كله إنه كان يكتب إلى عماله الذين هم من أجل الجاهلين اجتهدوا بحسب فهمكم وانظروا واحكموا بما ترونه مناسبا لهذا الدين ولا تلتفتوا لهذه الكتب فإن فيها الحق والباطل وقتل كثيرا من العلماء والصالحين وعوام المسلمين لكونهم لم يوافقوه على ما ابتدعه وكان يقسم الزكاة على
مخ ۴۷