بذكرها وتقدم إن السلف والخلف من أهل المذاهب الأربعة استحبوا للزائر أن يقول تجاه القبر الشريف يا رسول الله إني جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي وقد جاءت صورة النداء أيضا في التشهد الذي يقرؤه الإنسان في كل صلاة حيث يقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وصح عن بلال بن الحرث رضي الله عنه أنه ذبح شاة عام القحط المسمى عام الرمادة فوجدها هزيلة فصار يقول وا محمداه وا محمداه وصح أيضا إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم قاتلوا مسيلمة الكذاب كان شعارهم وا محمداه وا محمداه وفي الشفاء للقاضي عياض إن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خدلت رجله مرة فقيل له اذكر أحب الناس إليك فقال وا محمداه فانطلقت رجله وجاء الخطاب والنداء للجمادات في أحاديث كثيرة منها أنه صلى الله عليه وسلم كأن إذا نزل أرضا قال يا أرض ربي وربك الله فهذا نداء وخطب لجماد ولا كفر ولا إشراك فيه إذ ليس فيه اعتقاد ألوهية واستحقاق عبادة ولا اعتقاد تأثير لغير الله تعالى وقد ذكر الفقهاء في آداب السفر أن المسافر إذا انفلتت دابته بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله احبسوا وإذا أضل شيئا أو أراد دعوه فليقل يا عباد الله أعينوني أو أغيثوني فإن لله عبادا لا نراهم واستدل الفقهاء على ذلك بما رواه ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاه فليناد يا عباد الله احبسوا فإن لله عبادا يجيبونه ففيه نداء وطلب نفع أي التسبب في ذلك من عباد الله الذين لم يشاهدهم وفي حديث آخر رواه الطبراني صلى الله عليه وسلم قال إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد دعونا وهو بأرض ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني وفي رواية أغيثوني فإن لله عبادا لا ترونهم قال العلامة ابن حجر في حاشيته على إيضاح المناسك وهو مجرب كما قاله الراوي للحديث المذكور وروى أبو داود وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك وشر ما يدب عليك أعوذ
مخ ۳۳