كتابه المسمى تلبيس إبليس أحاديث كثيرة في التحذير من مفارقة السواد الأعظم منها حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب في الجابية فقال من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وحديث عرفجة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يد الله على الجماعة والشيطان مع من يخالف الجماعة وحديث أسامة بن شريك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يد الله على الجماعة فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين كما يختطف الذئب الشاة من الغنم وحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة الشاذة القاصية والنائية فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة العامة والمسجد وحديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اثنان خير من واحد وثلاثة خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة فعليكم بالجماعة فإن الله تعالى لن يجمع أمتي إلا على هدى فهؤلاء المنكرون للتوسل والزيارة فارقوا الجماعة والسواد الأعظم وعمدوا إلى آيات كثيرة من آيات القرآن التي نزلت في المشركين فحملوها على المؤمنين الذين تقع منهم الزيارة والتوسل وتوصلوا بذلك إلى تكفير أكثر الأمة من العلماء والصلحاء والعباد والزهاد وعوام الخلق وقالوا إنهم مثل أولئك المشركين الذين قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى لله زلفى وقد علمت أن المشركين اعتقدوا ألوهية غير الله تعالى واستحقاقه العبادة وأما المؤمنون فلم يعتقد أحد منهم ألوهية غير الله واستحقاقه العبادة فكيف يجعلوهم مثل أولئك المشركين سبحانك هذا بهتان عظيم ومما يعتقده هؤلاء المنكرون للزيارة والتوسل منع طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون إن الله تعالى قد قال في كتابه العزيز من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وقال تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى فالطالب للشفاعة لا يعلم حصول الإذن للنبي صلى الله عليه وسلم في أنه يشفع له فكيف يطلب منه الشفاعة ولا يعلم أنه ممن ارتضى فكيف يطلب الشفاعة
مخ ۳۰