من يسلكه الى المقصد.
وروي ان المراد به كتاب الله (1).
فالمطلوب الهداية الى فهم معانيه ، والتدبر في مقاصده ومبانيه ، واستنباط الاحكام منه ، والتعمق في بطون آياته ، فان لكل آية ظهرا وبطنا.
وعن علي عليه السلام في « اهدنا الصراط المستقيم » قال : ادم لنا توفيقك الذي به اطعنا في ماضي ايامنا حتى نطيعك كذلك في مستقبل اعمارنا (2).
والصراط المستقيم هو صراطان : صراط في الدنيا ، وهو ما قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير واستقام ، فلم يعدل الى شيء من الباطل. وصراط في الاخرة ، وهو طريق المؤمنين الى الجنة الذي هو مستقيم ، لايعدون عن الجنة الى النار ، ولا الى غير النار سوى الجنة.
* صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .
قيل : المراد بهم المسلمون ، فان نعمة الاسلام رأس جميع النعم.
أقول : وذلك لان من انعم الله عليه بنعمة الاسلام لم يبق نعمة الا اصابته ، لاشتمالها على سعادة الدارين.
واجل نعمة انعم الله بها على عباده هي نعمة العقل ، ونعني به ما من شأنه ان يعبد به الرحمن ويكتسب به الجنان ، ثم توفيقه لهم على تحليتهم انفسهم بالاخلاق الزكية ، والتخلية عن الملكات الردية.
مخ ۵۳