قال رسول الله ﷺ: "لا يُقيمنَّ رجلٌ رجلًا من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا".
قال الأحنف: ما جَلَسْتُ مجلسًا خفْتُ أنْ أُقام منه لغيري.
قال الشعبيُّ: لأن أُدعى من بعيد أحبُّ إلى من أن أقصى من قريب.
قال "أرسطاطاليس" للإسكندر: أحفظ ما أقول لك: إذا كنت في مجلس الشرب فليكن مذكراتك الغزلُ، فإنهم يأنسُون إلى ذلك، وإن جلست إلى خاصتك فأذكر الحكمة فإنهم لها أفهم، وإذا خلوت للنوم فأذكر العفة فإنها تمنعك أن تضع النُطْفَةَ فيما لا معنى له.
أعتلَّ "الفضل بن سهل" بخراسان ثم برأ فدخل عليه الناس يهنَّئونهُ بالعافية فقال: إن في العلة نعمًا ينبغي للعالق أن يعرفها، تمحَّصُ الذنب، والتعرضُ للثواب، والإيقاظ من الغفلة، والإذكار بالنعم في حال الصحة، والاستدعاءُ للتوبة، والحض على الصدقة، وفي قضاء الله - تعالى - وقدره الخيارُ.
دخل الحسن بن علي - رضوان الله عليهما - على عليل قد أَبَّلَ.
فقال: إن الله تعالى أقالك فاشكره، وذكرك فأذكره.
كتب "ابن المعتز" إلى عليل" آذن الله بشفائك، وتلقى داءك بدوائك، ومسحك بيد العافية، ووجه إليك وافد السلامة، وجعل علتك ماحيةً لذنوبك، مضاعفة لثوابك.
دخل رجل على مريض فقال لأهله: آجركم الله، فقيل إنه لم يمت، فقال:
_________
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٨/١٧٥)، ومسلم (٢١٧٧)، وأحمد (٢/٢٢، ١٢٤)، وعبد الرزاق (١٩٧٩٣) في مصنفه، والدارمي (٢/٢٨٢) في سننه. [الدار] .
1 / 45