قدم وفد بنى تميم على "عبد الملك" وفيهم "عمرو بن عُتْبةَ"
فقال: يا أمير المؤمنين نحن من تعْرفُ، وحقنا لا يُنكرُ، وجئْناكَ من بعيدٍ، ونمتُّ بقريبٍ، وما تعطينا من خيرٍ فنحن أهلُهُ، وما ترى بنا من جميل فأنْتَ أصْلُهُ؛ فضحك عبد الملك وقال:
يا أهل الشام هؤلاء قومي وهذا كلامهم.
كان يجرى على "أبي العيناء" شيء، فاخر عنه، فتقاضى به مرارًا ثم تركهُ، وقال: لا حاجة لي فيه، فإنه رق لا رزق، ويلاء لا عطاء، ومحنة لا منْحَة.
قال رسول الله ﷺ: "إن الله يبغضُ من عباده البذئ الفاحش السائل المُلْحِفَ" (١)
في كتاب الهند: لا يُكْثرنَّ الرجل على أخيه في المسألة، فإن العجْل إذا أَفْرط في مصَّ أُمَّه نطَحْتهُ ونحَّتْهُ.
في كتاب الهند: ثلاثةُ تزيد في الأُنس: التَّزاورُ في الرجال، والمؤاكلة والمحادثة.
دخلة علوىُّ على "أبي السائب" فنظر إلى إبريق، فقال: هبْهُ لي، فقال: لستُ أسْتغْنى عنه، فقال: هبْ لي هذا الطست، فقال: هو من جهاز أُمَّي فأنا أتبَّركُ به، فقال: هب لي تلك المنارة، فقال "أبو السائب": صلوات الله على المسيح إذ لم يترك في أُمتَّه ولدًا يؤذيهم.
_________
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٥/٢٠٢) والطبراني (٣٩٩)، (٤٠٥) في الكبير من حديث أسامة بن زيد، والبيهقي (٦٢٠٢)، (٦٢٠٣) في الشعب من حديث أبي هريرة، وله شواهد كثيرة، أنظر بعضها في السلسة الصحيحة (١٣٢٠) [الدار] .
1 / 34