105

درر الفرائد المستحسنة في شرح منظومة ابن الشحنة

درر الفرائد المستحسنة في شرح منظومة ابن الشحنة

پوهندوی

الدكتور سُلَيمان حُسَين العُمَيرات

خپرندوی

دار ابن حزم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ: أَيْ: أَفْتَتِحُ أَوْ أُؤَلِّفُ (١). وَافْتَتَحَ كِتَابَهُ بِـ (بِسْمِ اللهِ)؛ اِقْتِدَاءً بِالْكِتَابِ الْعَزِيْزِ، وَعَمَلًا بِقَوْلِهِ- ﷺ: «كُلُّ أَمْرٍ ذِيْ بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيْهِ بِبسْمِ اللهِ فَهُوَ أَجْذَمُ». (٢) - وَ(الْبَاءُ): مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوْفٍ، وَكَوْنُهُ مُؤَخَّرًا وَفِعْلًا أَوْلَى - كَمَا اخْتَارَهُ الْإِمَامُ فَخْرُ الدِّيْنِ الرَّازِيُّ (٣) - كَمَا فِيْ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥]. وَلِأَنَّهُ - تَعَالَى - مُقَدَّمٌ ذَاتًا؛ لِأَنَّهُ قَدِيْمٌ (٤) وَاجِبُ الْوُجُوْدِ لِذَاتِهِ، فَقُدِّمَ ذِكْرًا، وَلِأَنَّ الْأَصْلَ فِي الْعَمَلِ لِلْأَفْعَالِ (٥). وَكُسِرَتِ الْبَاءُ؛ لِتُنَاسِبَ

(١) انظر: تفسير الفخر الرّازي (مباحث البسملة) ١/ ١٠٨ - ١١٤. (٢) جُلُّ المسانيد تخرّجه وفيه: «لا يُبدأ فيه بالحمد لله». انظر: مسند الإمام أحمد ٣/ ٣٤٥، وسُنَن ابن ماجه ٢/ ٤٣٦، وجامع الأصول في أحاديث الرسول ٥/ ٦٨٤. (٣) ت ٦٠٦ هـ. انظر: وفيات الأعيان ٤/ ٢٤٨. الاختيار في تفسيره ١/ ١٣، وأصل الاختيار للزَّمخشريّ في الكشّاف ١/ ١٠٠ - ١٠٢. وناقَضَ الرازيُّ كلامه في ١/ ١٠٨ - ١٠٩ بقوله: «التّقديم عندي أَولى» ذاكِرًا خمسة وجوه تشفع لمذهبه. وأكثر البصريّين على تعليقهما باسم مقدّم؛ انظر: معاني القرآن للنّحّاس ١/ ٥٠، والدّرّ المصون ١/ ٢٢. (٤) المتكلِّمون هم مَن أَطلقَ اسمَ (القديم) على الله تعالى. انظر: مُفرَدات ألفاظ القُرآن للرّاغب ص ٦٦١. (٥) انظر: الإنصاف ١/ ١٦٢، ومغني اللّبيب ٢/ ٥٨٤.

1 / 139