درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
ژانرونه
============================================================
مشتي فرس برسم وكوبه، عليها من قماش الذهب ما يغظم وصفه، ومن أحمال السلاح وخزائن الذهب والفضة ما بهر الناس، وقد اجتمع من الخلائق ما لا يحصيهم إلا خالقهم تعالى، وتبع الطلب في موكب تهتر له الأرض، وأحمد بن أويس إلى جانبه على فرس بقماش ذهب، وبجانب ابن أويس الأمير الكبير كمشبغا، وتبع العساكر من ورائها أطلاب الأمراء على مراتبهم حتى نزلوا بالمخيمات من الريدانية خارج القاهرة، فقدم ولد الأمير ثعير بن حيار بن مهنا في حادي عشرينه ومعه مخضر بأن الأمير تعير أخذ بغداد، وخطب بها للشلطان، فأنعم عليه؛ ورحل السلطان في ثالث عشرينه ومعه أحمد بن أويس، فدخل دمشق في العشرين من جمادى الأولى سنة ست وتسعين وسبع مئة وجهز آحمد بن أويس منها في آول يوم من شعبان سنة ست وتسعين وقد قام له بجميع ما يحتاج إليه، وخلع عليه عند وداعه أطلسين بشاش نتمر، وقلده سيفا بسقط ذهب ثقيل، وأعطاه تقليدا بنيابة السلطنة ببغداد، فأراد أن يقبل الأرض فلم يمكنه من ذلك إجلالا له. فكان ما حمله إليه من النقد خمس مئة ألف درهم، ثمنها قريث من خمسة وعشرين آلف دينار ذهبا سوى الخيل والجمال والسلاح والثياب وغير ذلك، وهي بأضعاف ذلك. فأقام خارج دمشق حتى رحل يريد بغداد في ثالث عشره، فدخلها في شهر رمضان سنة ست وتسعين وبها مسعود الخراساني من أصحاب تيمور، وكتب إلى الشلطان بأله لما وصل إليها قاتل التمرية، ففر مشعود واستولى على بغداد، واستخدم من التركمان والعرب جماعة. فوقع ببغداد في سنة سبع وتسعين وباء كبير فني فيه خلق، وخرج أحمد بن أويس عنها إلى الحلة، وجرى على عادته في سفك الدماء، وقتل كثيرا من الأمراء. وتجاوز الحد في أخذ أموال الرعية.
فلما تحرك تيمورلنك على البلاد بعد موت الظاهر برقوق كاتب أهل بغداد متملك شيراز ليقدم عليهم، ففر أحمد بن أويس في ثامن عشر من رجب سنة اثنتين وثماني مثة إلى قرا يوشف بن قرا محمد بالمؤصل.
مخ ۲۳۹