درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
ژانرونه
============================================================
هذه الوظائف، وصار يتردذ إلى حضرة الشلطان فيجله ويبالغ في كرامته.
وكان هذا أيضا من أفعال الظاهر أنه يبالغ في إكرام من يعزله عن منصب إذا لقيه، ولا يدعه بغير رزق يجري عليه، فإما يعطيه وظيفة أو يجعل له راتبا سلطانيا.
ولم يزل العماذ بعد صرفه عن القضاء مرعي الجانب، محترم الجناب، مقبلا على تلاوة القرآن والصيام وقيام الليل، مع كثرة الحاشية وإظهار التجمل وترداد الأعيان لبابه، حتى شغرت خطابة المسجد الأقصى وتدريس المدرسة الصلاحية بالقدس، فسأل الشلطان في ذلك فقلده إياه، وسافر في ثاني عشري جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وسبع مثة من القاهرة، فنزل القدس، وباشر الخطابة والتدريس، وأكثر من التسك وازداد انجماعا عن الناس وشغلا بالله في نغمة وعافية وقرة عين بالأهل والمال والولد، حتى قبضه الله إليه بالقدس في يوم الجمعة سادس عشري شهر ربيع الأول سنة إحدى وثماني مثة فذفن هناك، رحمه الله فلقد كان ثبتا في أحكامه، صادقا في مقاله، كثير الصدقة، ملازما لتلاوة القرآن والتهجد في الليل والصيام، بعيدا من الريب، منزها عما يشان به غيره، مستحضرا لكتاب "المنهاج" في الفقه وغيره من محفوظاته . وسمع الحديث قديما بالقاهرة ودمشق.
ولقد أقسم لي بالله غير مرة أنه منذ تقلد القضاء بالكرك ومصر لم يرتش في حكم، ولا أكل مال يتيم، ولا مال وقف، ولا تعمد حكما بباطل، وتالله إله لصادق فلقد خبرته وبلوته فلم أر ولم أسمع عنه ما يشينه ولا يريبه ووغاية عائيه من حساده أو المتعنتين أن يرموه بكثافة الحجاب في أيام تقلده القضاء ومحبته للإجلال والتعظيم، وما كان فيه من الترفع في مجلسه وكثرة البأو. ولقد اعتذر لي رحمه الله عن ذلك بما يقبل عذره فيه، وهو أنه خذر من أهل مضر وما عندهم من كثرة الانتقاد، وفي طباعهم من تتبع ولاتهم وإحصاء معايبهم وفزط حذلقتهم سيما على من
مخ ۱۶۵