درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
ژانرونه
============================================================
رابع ملوك الموحدين سنة عشر وست مثة، وقام بعده ابنه المسنتنصر يوسف، ضعفت دولتهم في أيامه فدخل بنو مرين من القفر ونهبوا الأموال من الأعمال، فحاربتهم عساكر الموحدين فانهزموا وغنمت مرين آثقالهم فقووا، ثم واقعهم الموحدون مرة ثانية فهلك عبدالحق سنة أربع عشرة وست مثة، فقام من بعده بأمر مرين ابنه عثمان بن عبدالحق، وبه عظم آمر مرين واتضعت دولة الموحدين، وفسدت منهم البلاد لغلبة بني مرين على الريف وتغريمهم أهله حتى دخل في طاعته اكثرهم، وبايعه منهم الشاوية والقبائل الآهلة مثل هوارة وغيرها، ففرض عليهم الخراج، وفرق فيهم العمال. ثم فرض على أمصار المغرب مثل فاس وتازى ومكناسة وقصر كتامة ضرائب يؤدونها إليه كل سنة. وأوقع بعدة قبائل فقتله غيلة بيده علجه في سنة سبع وثلاثين وست مئة. فقام بعده آخوه محمد بن عبدالحق وسلك مسلك أخيه في تدويخ بلاد المغرب وأخذ الضريبة والمغارم، فحاربته عساكر الرشيد بن المأمون ملك الموحدين حتى مات سنة أربعين، وقام بعده بأمر الموحدين آخوه السعيد فجمع لحرب بني مرين عشرين ألفا وقاتلهم في سنة ثنتين وأربعين، فهلك الأمير محمد بن عبدالحق في الجولة، وانهزم بنو مرين، وأقاموا عليهم آبا يخيى بن عبدالحق ففتح الأمصار وأقام رسوم المملكة، وقسم بلاد المغرب وقبائل جبايته بين عشائر بني مرين، وأنزل كلأ منهم في ناحية، فكثرت عساكرهم لكثرة من لحق بهم من الناس، فامتدت آيدي مرين بعد تملكهم الأعمال إلى أخذ الأمصار، وأخذوا مكناسة، وأظهروا فيها دعوة أبي زكريا يحيى بن عبدالواحد بن أبي حفص القائم بتونس، فخرج إليهم السغيد خليفة الموحدين من مراكش واسترد مكناسة، ونزل تازى في طلب بني مرين، فمات وتفرقت جموعه.
وأقيم بعده ابنه عبدالله، فأوقع بنو مرين بهم وهزموهم وغنموا ما مامعهم، فأقام حينئذ الأمير أبو يحيى رسوم الملك بما صار إليه من غنائم الموحدين واتخذ المواكب السلطانية.
مخ ۱۱۳